سوريون وعراقيون يكتشفون طريقا جديدا للوصول إلى أوروبا ووزارة خارجية المانيا تكشف التفاصيل
كشف تحقيق أجرته إذاعة “SWR” الألمانية عن ازدياد أعداد طالبي اللجوء القادمين من سوريا والعراق ودول الشرق الأوسط من خلال طريق جديد يمر عبر روسيا، للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وذكر موقع (تاغسشاو) الألماني أن “ارتفاع أعداد اللاجئين القادمين عبر الجيب الروسي في كالينينغراد، الواقعة بين ليتوانيا وبولندا على ساحل بحر البلطيق، جاء بعد افتتاح روسيا لمطار كالينينغراد أمام شركات الطيران الأجنبية في تشرين الأول الفائت، كجزء من سياسة الأجواء المفتوحة”.
وتقول وزارة الخارجية الألمانية إن “الحكومة الفيدرالية لاحظت منذ عدة أشهر، مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، زيادة في حركات الهجرة غير الشرعية على الطريق عبر روسيا، وأبلغت لاتفيا وليتوانيا وبولندا عن حالات لأشخاص دخلوا بيلاروسيا بشكل غير قانوني مع تأشيرات روسية في جوازات سفرهم”.
وبحسب السلطات البولندية “لم يكن هناك دخول غير قانوني من كالينينغراد مباشرة في تشرين الأول الماضي”. لكن التحقيق الأخير الذي أجرته الإذاعة الألمانية “SWR” أظهر أن “المهربين يساعدون في تأمين تأشيرات روسية للمهاجرين من الشرق الأوسط للسفر إلى كالينينغراد”.
ووفقاً للبحث الذي أجراه الفريق الاستقصائي في برنامج (Vollbild) بالإذاعة الألمانية، فإن كلفة التأشيرة الروسية للذهاب من كردستان العراق إلى كالينينغراد تبلغ نحو 2500 دولار.
وقال أحد المهربين في محادثة مسجلة بالفيديو “إذا كانت أوراقك موجودة، فسوف يستغرق الأمر 10 أيام للوصول من موسكو إلى ألمانيا، ومع ذلك، فإن الطريق عبر كالينينغراد أغلى بقليل من الرحلة عبر بيلاروسيا، والتي تكلف ما مجموعه 14 ألفاً و500 دولار لتغطية كلفة الرُّشا التي تُدفع للسلطات الروسية”.
اللاجئ السوري آراس (اسم مستعار) الذي فر من كردستان العراق وأراد الوصول إلى الاتحاد الأوروبي عبر موسكو وبيلاروسيا، كان المهربون قد وعدوه بأن الرحلة ستكون سريعة وسهلة، لكنه علق في العاصمة البيلاروسية مينسك لعدة أسابيع
يقول آراس للفريق الاستقصائي “إننا لا نعرف شيئاً حقاً، إنهم لا يخبروننا بالحقيقة، قالوا لنا يجب عليكم المشي لمدة ساعتين، لكننا مشينا لمدة 20 ساعة”.
بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي بتأشيرة روسية، فإن زيارة وكالة السفر غالباً ما تكون المحطة الأولى. وفقاً للتحقيق الذي نقل عن صاحب مكتب سفريات في مدينة السليمانية بكردستان العراق، أن “مبيعات التأشيرات الروسية زادت في الأشهر الأخيرة، فخلال الصيف أو الفصول الدافئة، كانوا يبيعون ما يصل إلى 1000 تذكرة في الشهر، أما الآن في فصل الشتاء، فيتراوح عدد المسافرين بين 10 إلى 20 مسافراً في الشهر”.
وقال صاحب مكتب السفريات، إن “الطريق عبر كالينينغراد أنشئ بعد أن اتخذت الحكومة البيلاروسية إجراءات صارمة بشكل متزايد ضد اللاجئين، ويرتبط طريق كالينينغراد بمخاطر كبيرة مثل الطريق عبر بيلاروسيا”.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد توفي 21 شخصاً على الأقل بسبب البرد في غابات بيلاروسيا على الحدود مع بولندا الشتاء الماضي. وقال مهربون عراقيون في مقابلة مع فريق البرنامج، إن “الطريق عبر بيلاروسيا مستمر إلى الآن”.