مهم جدا كيف حدث الزلزال الاخير وهل سيتكرر وماقصة العالم الهولندي الذي توقع الزلزال في تركيا وسوريا
نبدأ بتفاصيل الخبر 👈 منشور لتوضيح بعض النقاط بقلم المتخصص في علم الجيولوجيا : مانع خليل
القسم الأول منه سيكون للأهالي غير المختصين لمعرفة حقيقة الزلزال والهزات الإرتدادية بعده.
القسم الثاني سأتكلم عن منهجية العالم الهولندي في توقع الزلزال.
العالم فرانك قال في ثاني تغريدة له إنه توقع هذا الزلزال وهنالك زلازل أخرى قادمة- هذه التغريدة فُهِمت بشكل خاطئ و أثارت الخوف لدى الناس إلى حد اللحظة، وهو ما دفعني لكتابة هذا المنشور بحسب قواعد العلم في هذا المجال، والعلم عند الله اولا وأخيرا.
قوله إنّ هنالك زلازل أخرى قادمة، ليس معناه إنها ستكون بنفس القوى والشدة، بل هي هزات ارتدادية لإعادة التوازن لا أكثر، الطاقة المختزنة تحررت في أول هزة وانتهى الأمر إن شاء الله.
ثانيا: البعض عندما يسمع بهزة بمقدار 5 أو 6 يظن إنها قريبة من رقم أول هزة 7.5_ او 7.9 والحقيقة إنّ مقياس ريختر الفرق بين رقمين متتاليين هو عشر درجات.
أي إن الزلزال الذي شدته 6 درجات على مقياس ريختر قوته أقل( بعشر اضعاف) من الزلزال الذي شدته 7 على مقياس ريختر.
ايضا البعض خاف عندما سمع بأنّ عدد الزلازل ربما يصل إلى 800 زلزال وقد يمتد إلى ايام وشهور. وهذا ايضا شئ طبيعي. لأنّ الزلازل لم تتوقف يوما.
يوميا يتم تسجيل مئات الزلازل حول العالم ومعظمها لا نشعر بها، فالعبرة بشدتها لا بعددها ، والزلازل والبراكين هي متنفس للأرض، ولولاها لأنفجرت الأرض.
مقصدي من هذا الكلام تقدير الموقف بقدره، لا مبالغة تفضي إلى خوف وهلع كبير لا لزوم له ، ولا إلى ركون لا احتياط واستعداد معه.
والإنسان يخاف من الزلزال خوفا من الموت أولا وأخيرا ، فإن نجى من الزلزال فلن ينجوا من الموت، فالأولى أن يستعد للموت لا أن ينشغل باسبابه.
ثانيا منهجية العالم الهولندي في توقع الزلزال.
أولاً: لا يمككنا القول بأن توقعه للزلزال محد صدفة. وبنفس الوقت لا يمكننا القول بإنه اعتمد منهجية علمية يمكن الإعتماد عليها مستقبلا لتوقع الزلازل وهو ما قاله لاحقا. لكنه تمييز في نقطة وهي التي جعلته يتوقع الزلزال .
حيث إنه اعتمد دورية الزلازل في المنطقة ( المعروف عن المنطقة حدوث زلزال كبير كل ٢٥٠ إلى ٣٠٠ سنة) وايضا وهو الأهم اعتماده على ظاهرة فلكية تتعلق بوضعية القمر مع كواكب أخرى بالنسبة للأرض والجاذبية الحاصلة في مثل هذه الحالة، والتي تُعجِّل بدورها حدوث الزلزال وليس افتعاله، ( حتى لا يظن البعض إنّ الأمر متعلق بالتنجيم…). لأن الصفيحة العربية تقترب وتصطدم بالصفيحة الأناضولية بمقدار ٢ سم سنويا . إنما وُجِدَ مؤثر آخر يُسرِّع من فرصة وقوع الزلزال ( الحالة الفلكية التي ذكرناها).
ثانيا: بالرجوع الى تغريداته نجد إنه توقع الكثير من الزلازل في مناطق مختلفة والكثير منها لم تقع .
ثالثا: هو توقع حدوث الزلزال في منطقة جغرافية واسعة ( جنوب ووسط تركيا والأردن وسوريا ) وهذه منطقة كبيرة جدا . وقال عاجلا أم آجلا ولم يحدد زمن معين. وهذا غير مستبعد بالنسبة لمنطقة هي مكان التقاء وتصادم صفيحتين . وشئ طبيعي أن تنتقل الزلازل الى مناطق اخرى مثل الأردن وفلسطين وسوريا لكن بشد أقل. لأن هذه الدول يمر عبرها فالق ضخم يمتد من خليج العقبة مارا بهذه الدول وتتفرع الى صدوع اخرى اصغر وصولا إلى درز بتلس في تركيا.
الخلاصة. يمكن الاعتماد على مثل هذا التوقع من باب التنبيه والاستعداد النفسي مثلا. لا الاستنفار الكامل واخلاء المنطقة.
لأن توقع الزلازل إلى حد اللحظة غير ممكن قد يسبقها بوقت قصير علامات يمكن التنبه لها . لكن التنبه لها قبل وقت كبير امر صعب. والله اعلم .