هكذا ينظر السوريون في ألمانيا و دول اللجـ.ـوء إلى الانتخـ.ـابات الرئـ.ـاسية الحالية
يسعى النظام السوري لحـ.ـشد تأييد شعبي للانتخـ.ـابات الرئاسية المزمـ.ـع إقامتها في 26 أيار/ مايو الجاري، وذلك عبر وسائل إعلامه والوسائل الأخرى الموالية له.
ويعـ.ـوّل النظام السوري بشكل كبير على السوريين خارج البلاد، ولهذا دعت “الخارجية السورية” المواطنين السوريين في المغـ.ـتربات إلى التصـ.ـويت في الانتخابات الرئاسية .
واعتبرت الخارجية، في بيان عبر معـ.ـرّفاتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ المشاركة تأتي “لتأكيد الانتماء للوطن الغالي والمشاركة في بناء سوريا المتجددة”، على حدّ وصفها.
وخاطبت الخارجية السوريين في الخارج بالقول: “وليكن شعاركم: من أجل سوريا سأشارك في الانتخابات الرئاسية”.
وأضافت أن “ممارسة ذلك الواجب الوطني يشكل التأكيد الأبلغ على التمسك باستقلالية القرار الوطني، وإفـ.ـشال كافة المحاولات الرامية لفرض الوصاية على السوريين، ورهـ.ـن إرادتهم لمشيئة الآخرين”.
وتناست “الخارجية” المعاملة السـ.ـيئة التي يعاملها موظفو النظام في القنصليات والسفارات السورية، قائلةً إن “السفارات السورية والعاملين فيها يفتحون قلوبهم قبل أبوابهم لاستقبالكم لممارسة هذا الواجب الوطني، والمشاركة مع السوريين داخل حدود الوطن في هذا الاستحقاق الوطني الهام”.
وعلى الرغم من وجود أكثر من 5 قوات أجنبية في سوريا، قالت الخارجية السورية إن “الأوطان الحرة يبنيها الأحرار، والسوريون على مر التاريخ كانوا عنواناً للكرامة، ورمزاً الحرية، ونبراساً في التمسك بإرادتهم الحرة، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونهم”.
السوريون في الخارج
منذ عام 2011 حتى اليوم، فـ.ـرّ ما لا يقلّ عن 8 ملايين سوريّ إلى دول الجوار وأوروبا، ولا تزال حركة الهجـ.ـرة مستمرة، بسبب تعامل النظام السوري مع المتظـ.ـاهرين بداية الثـ.ـورة السورية، وما تبعها من ممارسـ.ـات وانتهـ.ـاكات.
ولكسب جولة جديدة لـ “بشار الأسد” تسعى قنصـ.ـليات وسفارات النظام السوري في دول العالم، لحـ.ـشد تأييد شعبي له، عبر دعوات متعددة، منها رسمية ومنها غير رسمية.
ترى الناشطة السورية المقيمة في ألمانيا “فداء قاسم” أنّه “نظام لا شـ.ـرعية له، وهو بحكم السـ.ـاقط، لكن تأخر كثيراً بسبب رغبة بقائه من حكومات تجمعهم به مصالح متبادلة.
وأضافت: أي انتخاب لرئيس دولة نصف شعبها مهـ.ـجر ونصفه الآخر يتضـ.ـور جوعا و يذل ألف مرة كل لحظة.. مهـ.ـزلة بكل ما للكلمة من معنى.. بصفتي مواطنة سورية مهجرة أقاطـ.ـع هذه الانتخابات ذات النتيجة المحـ.ـسومة وأهيب بجميع السوريين مقاطـ.ـعتها واستنـ.ـكارها وقول لا للاسـ.ـتبداد لا للكـ.ـذب لا للضـ.ـحك على السوريين، وأحلم بسوريا جديدة حرة مستقلة نمارس فيها حقنا الانتخابي بكل شفـ.ـافية.
الصحفية السورية “عائشة صبري” أكّدت أنه وعلى الرغم من عدم وجود صناديق اقتراع في تركيا، إلّا أنّها لن تشارك في حال كانت موجودة.
وقالت “صبري” المقيمة في تركيا لموقع “نداء بوست”: هذه الانتخابات فعلياً هي تجـ.ـديد ولاية للمجـ.ـرم بشار الأسد، الذي هجّـ.ـر ملايين السوريين وقتـ.ـلهم واعتقـ.ـلهم ونكل بهم أشـ.ـد تنـ.ـكيل، وما الترشيـ.ـحات التي شاهدناها لمنافسة الأسد إلا فقاعة إعلامية وفـ.ـكاهة، كي يُري الغـ.ـرب أنَّه “حاكم ديمقراطي”،
ونالت كثرة عدد المرشحين الـ(51) نصيبها من الانتقادات السـ.ـاخرة، أما المنافـ.ـسين الاثنين له فهما عبارة عن كركوزات لاستكمال مسرحية الديمقراطية، فالكل يعلم أنَّ الحكم في سوريا استبـ.ـدادي محـ.ـصور في عائلة الأسد منذ انقـ.ـلاب حـ.ـافظ الأسد العسـ.ـكري في الجيـ.ـش السوري عام 1970، سبقه قيام حـ.ـزب البعـ.ـث الذي ينتمي إليه حافظ بما يسمى ثـ.ـورة الثامن من آذار عام 1963.
وأضافت: نحن السوريون في بلاد اللجوء نشكر حكومة ألمانيا لمنعها السفارة السورية من إجراء الانتخابات وعلى جميع الدول الداعمة للشعب السوري أن تحذو حذوها، كذلك يجب أن نوقف كل من يحاول الانتخاب في السفارات السورية بالخارج،
وذلك عبر إقامة وقفات احتجـ.ـاجية أمام تلك السفارات وتهـ.ـديد كل من ينتخب بالتـ.ـرحيل إلى سوريا كونه يحبّ الأسد فلماذا هو مغتـ.ـرب إذاً؟ وعلينا أن نكثف نشاطاتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسالة لكل من يدعم الأسد أو يعتقد أنها فعلاً انتخابات حقيقية، بأن يراجع نفسه كي لا تنطلي عليه هذه الكـ.ـذبة.
ومنـ.ـعت السلـ.ـطات الألمانية، سفارة النـ.ـظام السوري في برلين من فتح صناديق انتخـ.ـابات خاصة بالرئاسة في السفارة السورية في برلين.
وأعلنت سفارة النظام السوري عَبْر موقفها الرسمي، أنّ السلطات الألمانية منعـ.ـتهم من إقامة انتخابات في السفارة.
وقالت “السفارة”: تأسـ.ـف سفارة الجمهورية العربية السورية في برلين لاضـ.ـطرارها إلى الاعتذار من أبناء الجالية السورية الكريمة في جمهورية ألمانيا الاتحادية لعدم تمكُّنها من استقبالهم للمشاركة في انتخـ.ـابات منصب رئيس الجمهورية العربية السورية لعام 2021 بسبب عـ.ـدم موافقة السلطات الألمانية على إقـ.ـامة هذه الانتخابات في سفارتنا في برلين”.
وقال “عمار حمو” (صحفي سوري مقيم في الأردن): بعيداً عن اللغة الشعبوية للنظام الذي يلبس مسرحية الانتخابات بلبوس “استحقاق وطني”، لا بد من الإشارة إلى أن النظام حـ.ـرم اللاجـ.ـئين السوريين والمهجـ.ـرين من حقوق مدنية كثيرة، وفرض إجراءات تضـ.ـيّق عليهم حياتهم حتى في بلدان لجـ.ـوئهم”.
وأضاف: مع ذلك في هذه الانتخابات، التي ينافس على كرسي الرئاسة مرشحان غير الأسد الذي سيفوز حكماً، فوزاً بلا شـ.ـرعية، حاول النظام أن يخصص يوماً انتخابياً للمواطنين السوريين في الخارج، وبحسب قانون الانتخابات العامة،
تشترط المادة 105 منه على الناخب السوري في الخارج أن يحمل الناخب جواز سفر ساري المفعول وممهور بختم خروج من أي منفذ حدودي سوري، وهذا لا ينطبق على جلّ اللاجئين الذين خرجوا عبر الشيك الحدودي إلى لبنان وتركيا والأردن، كما لا ينطبق على آخرين ليس لديهم القدرة بتجديد جوازات سفرهم وهي الأغلى في العالم بواقع 300 دولار للجواز العادي و 800 دولار للمستعجل.
وأردف بالقول: مع ذلك وبمخـ.ـالفة للقانون، تحاول سفارات النظام وخصوصاً في لبنان الضـ.ـغط على اللاجئين والحصول على وثائقهم لإجـ.ـبارهم على التصويت لبشار الأسد ودون غيره من المرشحين (الكومبارس)، وقبل ذلك في انتخابات 2014 مددت السفارة السورية في عمان جوازات السوريين في الأردن لمدة 6 أشهر ومجانا مقابل التصويت.
وعن رأيه في الانتخابات قال: عدا عن كوني أعتبر الانتخابات غـ.ـير شرعية لمجـ.ـرم أوغـ.ـل بد.ماء السوريين، فإنه من المعـ.ـيب على المجتمع الدولي أن يسمح بمرور هذه الانتخابات، يشارك فيها قـ.ـاتل يحـ.ـرم المواطنين من حقوقهم مرات، ويستخدمهم لمصالحه الضـ.ـيقة في مرات أخرى.
مع كل الانتهـ.ـاكات بحق السوريين والمخالفات الدستورية ستجرى الانتخابات وسيحظى بشار الأسد بولاية رابعة في بلد مـ.ـدمـ.ـر، ما يعني مزيدا من المعـ.ـاناة لملايين السوريين في مناطق سيطرته، واستمرار معـ.ـاناة اللاجئين وخاصة في دول الجوار، كل ذلك يعني أن لا عـ.ـودة آمنة للسوريين إلى سوريا، ولا حـ.ـلّ سياسي حقيقي يسعى المجتمع الدولي فرضه لإنـ.ـهاء حـ.ـرب الأسد على السوريين”.
المصدر : نداء بوست