معـ.ـاناة الأمهات السوريات في مخـ.ـيمات النزوح
تعـ.ـاني الأمهات السوريات في مخيمات النزوح من فقدان مادة حليب الأطفال الصناعي والتي تعتبر حاجة ماسة لا يمكن الاستغناء عنها.
وتقول الكاتبة “بيتسي دريبين” مديرة المبادرات السياسية والمناصر
في تقرير لها، إنه رغم أن الاعتماد على الحليب الصناعي في تغذية الأطفال يقوض الفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية إلا أن هناك عدة أسباب وراء رغبة الأمهات السوريات في المخيمات في تغذية أطفالهن بهذا الحليب.
وأضافت “دريبين” أن الافتـ.ـقار إلى الخصوصية، والإجهاد اليومي، إضافة إلى مجموعة من المضاعفات والتعقيدات الأخرى، قد تجعل من الرضاعة الطبيعية أمرا صعبا وغير واقعي بالنسبة للأم السورية.
وتابعت: “في بعض الأحيان، يجد الأقارب أنفسهم مضطرين إلى رعاية الرضع الذين تيتموا فجأة، ما يجعل استخدام الحليب الصناعي أمرا ضروريا وحاسم الأهمية”.
وأوضحت عندما تـ.ـعجز الأمهات عن الحصول على حليب الأطفال، يلجأن إلى استبداله بالمشروبات العشبية كالشاي أو الماء المحلى بالسكر، أو أي بديل آخر للحليب، ما يفاقم احتمالية إصابة الرضع بسـ.ـوء التغذية، لأن تلك البدائل كلها تفتقر إلى العناصر الغذائية الحيوية الضرورية لنمو الأطفال وتطورهم.
وأشارت مديرة المبادرات السياسية والمناصرة في منظمة تحالف الأديان للاجئين السوريين إلى أن دراسة استقصائية أجريت مؤخرا في منطقة تضم 8 مخيمات للنازحين السوريين، حيث وجدت أن 1455 رضيعا في حاجة يومية إلى الحليب الصناعي، منوهة إلى أن تأمين حاجتهم من الحليب يعتبر تحديا حقيقيا، ولكن مواجهته ليست مستحيلة.
وأردفت: “أنه يجب تحقيق عاملين مهمين لتأمين الحليب، أولا: تمويل كاف لإمداد الأمهات بحليب الأطفال بشكل منتظم، وثانيا: وجود كميات كافية بالطبع من الحليب الصناعي نفسه.
ولفتت إلى أن الحرب الممتدة إلى ما لا نهاية في سوريا عطلت شبكات الإمداد والأسواق، بما في ذلك تلك الخاصة بحليب الأطفال، كما ألحقت جائحة كورونا الضرر بمصانع حليب الأطفال، كحال الأعمال والصناعات الأخرى.
وذكرت “دريبين” أن القانون التركي يمنع استيراد الحليب، ولا شك أن الهدف منه هو ضمان توحيد المعايير والمواصفات العالية في حليب الأطفال المباع.
وأكدت أن منظمة تحالف الأديان (MFA) تعبر عن امتنانها العميق للسلطات التركية لسماحها بدخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا ودورها في تغير مسار الحياة.
ونوهت إلى أنه في حال عدم القدرة على شحن حليب الأطفال يجب توفره للشراء بالقرب من المخيمات، ولحسن الحظ هناك بالفعل حليب أطفال معروض للبيع.
وركزت منظمة تحالف الأديان لمساعدة اللاجئين السوريين في سياق عملها الإنساني العام على مدى السنتين الماضيتين، على تأمين الاحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات،
خصوصاً المواد التي قد يتم تجاهلها، وتشمل المواد المطلوبة منتجات النظافة النسائية، وفيتامينات ما قبل الولادة…إلخ، لكن يبقى حليب الأطفال حاجة أساسية تحتل باطراد مقدمة المنتجات المطلوبة.
وقررت المنظمة تركيز الجهد مبدئيا على مخيم “الشام” في سرمدا حيث يوجد 42 رضيعاً في حاجة إلى الحليب الاصطناعي، وطالبت بالمساهمة بمبلغ لا يزيد عن 30 دولارا شهريا لكل رضيع.
وقالت إن هذه المساهمة البسيطة يمكن أن تساعد في تغذية هؤلاء الأطفال، إذ يمكنكم إنقاذ حياة طفل بمثل هذا المبلغ الزهيد، ونرجو منكم دعم جهودنا لإنقاذهم”.