تركيا تهدد بعملية عسكرية قريبة في سوريا بعد رفض بشار المجرم المصالحة الا بشرطين .. اليك التفاصيل
نبدأ بتفاصيل الخبر 👈 : قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن العملية العسكرية التركية في سوريا لا تزال خيارًا مطروحًا على الطاولة بالنظر إلى مستوى التهديد الذي تواجهه أنقرة.
وجاءت تصريحات قالن قبل يومين 14 من كانون الثاني، خلال لقائه مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، لشرح وجهة النظر التركية حيال الأجندة الدولية بعد دخول أنقرة ودمشق في مسار تطبيع علاقات على المستوى السياسي.
وسبق أن شنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في الشمال السوري، وتريد دخول مناطق جديدة تسيطر عليها حاليًا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أبرزها تل رفعت ومنبج وكوباني (عين العرب).
هذه التصريحات تزامنت مع أخرى خرجت من دمشق، على لسان كل من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ووزير الخارجية، فيصل المقداد، وصبّت في سياق واحد، إذ أكد الأسد أن الدولة السورية لن تسير إلى الأمام في حوارها مع الجانب التركي إلا إذا كان الهدف إنهاء الاحتلال ووقف دعم “التنظيمات الإرهابية”، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المقربة من النظام على صفحتها الأولى من عددها المطبوع الصادر اليوم، الأحد.
كما أكد المقداد، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن أي لقاءات سياسية يجب بناؤها على احترام السيادة السورية ووجود الجيش كضامن حقيقي لسلامة أراضيها.
وأضاف المقداد، “نسعى بكل جهد لإنهاء الإرهاب الذي عمل على تعكير صفو هذه العلاقات ووقفها، وأدى إلى دمار البنى التحتية والمؤسسات في سوريا”، معتبرًا أن لقاء الأسد والقيادة التركية يعتمد على إزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، وإلى الخلافات التي حلّت محل التوافقات التي بنيت عليها العلاقات السورية- التركية سابقًا.
لقاء في واشنطن
وبالتزامن مع موجة التصريحات التي تلجم حالة التسريع السابقة لعملية التقارب، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن واشنطن وموسكو لم تفيا بالتزاماتهما فيما يتعلق بانسحاب “القوات الكردية” (في إشارة إلى “قسد”) من شمالي سوريا.
ومنذ انعقاد لقاء وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري بموسكو، في 28 من كانون الأول 2022، تتابعت التكهنات التي تتنبأ بموعد لقاء وزراء الخارجية للأطراف ذاتها، كتسلسل طبيعي في مسار التقارب، وفق ما حدده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سابقًا (لقاء أجهزة الاستخبارات ثم وزراء الدفاع ثم الخارجية ثم الزعماء)، لكن “تمنّع” النظام يتيح لوزيري الخارجية التركي والأمريكي مناقشة الملف السوري ومسار التطبيع التركي مع النظام أولًا، في ظل الحديث عن عروض أمريكية لثني أنقرة عن تقاربها مع الأسد.
وفي 13 من كانون الثاني الحالي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، طلبت من مجلس النواب الأمريكي (الكونجرس)، الموافقة على بيع مقاتلات جوية أمريكية من طراز “F-16” لتركيا، بصفقة تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار أمريكي.
ويأتي تطور الموقف الأمريكي بعد مماطلة طويلة تخللها اتجاه أنقرة لشراء منظومة الدفاع الجوي الروسي “S-400”.
“فرملة” مجددًا
حالة “الفرملة” للتطورات “الماراثونية” على مستوى التصريحات، والسعي لعقد اللقاء الثلاثي الوزاري بين أنقرة وموسكو ودمشق، سبقها، مطلع العام الحالي، تخفيض سقف التوقعات من قبل تركيا، إذ نقل موقع “ميدل إيست آي” عن مصدر تركي وصفه بـ”المطلع”، دون تسميته، أن اللقاء في موسكو لم ينتج أي قرارات، كما أن تركيا رفضت خلاله أحد مطالب النظام الأساسية، وهي تصنيف جميع فصائل المعارضة السورية كـ”جماعات إرهابية”.
مؤشرات عدم انسجام تركي- سوري على طريق التقارب
وفي الوقت نفسه، طالب النظام بإعلان المناطق التي تسيطر عليها تركيا “مناطق إرهاب”، الأمر الذي رفضه الجانب التركي.
المصدر تحدّث عن عدم استعداد النظام للعمل ضد “قسد”، التي تعتبرها أنقرة امتدادًا عسكريًا وأيديولوجيًا لقوات حزب “العمال الكردستاني”، المصنف إرهابيًا من قبلها.
ورغم تقديم صحيفة “الوطن” المقربة من النظام مباحثات وزراء الدفاع في موسكو كانتصار للنظام، وأنها أنتجت استجابة تركية لشرطه الذي ينص على الانسحاب التركي من الشمال السوري قبل المباحثات، فإن مصادر “ميدل إيست آي” تحدثت عن ضغوط روسية “شديدة” على النظام السوري للتواصل مع أنقرة.
كما مرّ تحديد موعد لقاء وزراء الخارجية بتكهنات نفاها تلقائيًا جدول أعمال وزير الخارجية التركي، ثم الحديث عن عدم تحديد موعد رسمي للقاء بعد.
صحيفة “الوطن” التي صعّدت من لهجتها ضد تركيا بعد لقاء وزراء الدفاع في موسكو، مبررة غياب وجود صورة جماعية للأطراف المجتمعة بأن تركيا دولة “معتدية”، ربطت اليوم، الأحد، تصعيد هجمات “هيئة تحرير الشام” ضد قوات النظام بما اعتبرته تشجيعًا تركيًا، إذ عنونت على صفحتها الأولى “إرهابيو خفض التصعيد يصعدون هجماتهم بتشجيع من ضامنهم التركي”.