عاجل : المعارضة التركية ترتكب فعل صادم بحق المتضررين من الزلزال والحكومة تتدخل وبيان عاجل
أثار قيام بلدية تكيرداغ التابعة لحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض بطرد المتضررين من الزلزال الذين صوّتوا للرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، غضباً عارماً في أوساط المجتمع التركي بعدما طالبتهم بإخلاء أماكن إقامتهم المؤقتة.
وذكرت قناة trthaber التركية أنه بعد الانتخابات أرسلت بلدية تكيرداغ الكبرى إخطاراً لـ550 شخصاً من الناجين من الزلزال طلبت فيه منهم إخلاء الفنادق التي يقيمون فيها حتى 21 مايو/أيار الجاري، ما تسبب لهم بصدمة بشأن ما يجب عليهم فعله، خاصة أنهم سيبقون دون مأوى.
وتمّ توقيع هذا القرار من قبل رئيس بلدية مدينة تكيرداغ “قدير ألبيرق”، بعد حصول أردوغان على أصوات عالية في الولايات التي ضربها الزلزال.
وطُلب من منكوبي الزلزال المقيمين في المدينة إخلاء دور الضيافة في 21 أيار 2023، على الرغم من أن العقد لمدة إقامتهم كان حتى 13 آب 2023.
وقال أحد المقيمين في تلك الفنادق ويدعى بيتول إريكجي: “وضعتنا البلدية في فنادق مختلفة في بلدة كومباغا في تيكيرداغ. ومع ذلك جاء مسؤولون من البلدية وطلبوا رحيلنا في غضون 5 أيام، وقاموا بتعليق البيان التالي على حائطنا: يجب أن نستعد ونغادر الفنادق في غضون 5 أيام، لقد أصابنا الذعر لأن لدينا أطفالاً دمّروا.. قالوا اذهبوا إلى (آفاد)”.
وتابع: “دعني أكون واضحًا، هذا الإخطار، ولسبب ما لم يحدث قبل الانتخابات، لقد جاؤوا إلينا وطلبوا ذلك بعد يومين من الانتخابات”.
عقب ذلك، قال رئيس بلدية منطقة سليمان باشا، كونيت يوكسيل، إنه لن يتم ترك المتضررين بدون تقديم أي مساعدة لهم حيث سيتم التوصل إلى اتفاق مع الفنادق التي يقيمون فيها.
وأضاف: “هناك أطفال يذهبون إلى المدارس هنا. سنبدأ على الفور في إيواء ضيوفنا.. سنحل الموقف، لا تقلقوا، سنحل هذه المشكلة”.
“تشويه سمعة”
من ناحيتها، قالت بلدية تكيرداغ في بيان إنه يتم تنفيذ حملة تشويه سمعة قبيحة بحق البلدية التي حشدت كل طاقاتها في سبيل خدمة ضحايا الزلزال منذ اللحظة الأولى لوقوعه.
وأضافت: “نظرًا لحقيقة أن ضحايا الزلزال الذين أتوا إلى مدينتنا كانوا أعلى بكثير مما كان متوقعًا وأن الحد الأقصى من الميزانية البالغ 5 ملايين ليرة تركية والمنشور من قبلنا في الجريدة الرسمية، لم يكفِ لتلبية جميع المصاريف لـ550 ناجياً كانوا بضيافتنا لجأنا لإخطار (آفاد) بذلك”.
فيما قال رئيس البلدية إنه بسبب استكمال سعر العقد الخاص بالسكن، تقرر نقل الملف إلى مراكز تنسيق إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد).. “يحزنني جداً أن هذه القضية أصبحت مادة سياسية. تم تمديد هذا الموعد النهائي مرة أخرى”.
ردود فعل من الحكومة
في السياق، انتقد وزير البيئة والتحضر وتغير المناخ، مراد كوروم، على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، تصرف البلدية في التعامل مع الضحايا، مؤكداً أن الدولة التركية لن تترك مواطنيها تحت رحمة أحد.
وقال: “هذا هو بالضبط فهم حزب الشعب الجمهوري للإدارة، لقد سبق تحزبهم إنسانيتهم وأظلمت ضمائرهم، الدولة تقف إلى جانب الجميع ولن تتركهم تحت رحمة أحد”.
فيما قال والي تكيرداغ، عزيز يلدريم: “جميع ضحايا الزلزال في مقاطعتنا تحت حماية دولتنا. نقلنا تحيات رئيسنا لضحايا الزلزال. دولتنا قوية. يمكنهم البقاء هنا طالما هم يريدون. عندما يريدون الذهاب، سنساعدهم بذلك، سيستمرون في البقاء حيث هم، ليس هناك حد زمني. سيتم تلبية احتياجاتهم”.
وشهدت تركيا، الأحد الماضي، انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تنافس في الرئاسية كل من الرئيس أردوغان مرشح تحالف الجمهور، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو مرشح تحالف الأمة، وسنان أوغان مرشح تحالف “أتا” (الأجداد).
والإثنين، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينار رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو أيار الجاري، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
وفي 6 فبراير/شباط الماضي، ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا زلزال بقوة 7.7 درجات أعقبه آخر بقوة 7.6 درجات وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلّف دماراً مادياً ضخماً.