قصة في نهاية التسعينيات من القرن المنقضي كنت أعمل لدى رجل أعمال
يقتطع جزءاً من الربح اليومي دون أخبار صاحب العربة .. وبعد مقاومة شرسة نجح إبليس في مخططه اللعين وفعل الشاب ما فعل ، لكن أراد الله له ألا يتمادى في طريق الباطل فعلم صاحب المال بفعلته .
كان من الممكن أن يسجنه أو على الأقل يطرده من العمل … إلا أنه وفي موقف غريب سأله عن صحة والده وأعطاه ما يكفي لعلاجه ثم أمر أن يصبح الشاب شريكا له في العمل بمجهوده وبكفاءته وبحب الناس له ،
ثم نظر لي السيد شريف طويلا وقال هل تعرف من يكون ذلك الشاب ؟ إنه أنا !!! يا بني إن الله يستر العبد إن عصاه ثم يستره إن عصاه ثانية ثم يفضحه إن أصر على المعصية …
فكن ستاراً يسترك الله ويسخر لك من يسترك .. فكلنا عيوب ونحتاج الستر . بعدها بعام هاجر السيد شريف إلى أستراليا وعلمت بوفاته بعدها . أما الفتاة فالتقيتها بعد ثلاثة أعوام صدفه فى حفل عرس وأخبرتني أنها التحقت بكلية الطب البشري وربما هي الآن طبيبة عظيمة وأم لأسرة جميلة وربما أيضاً تصبح سببا لإنقاذ حياتي يوما ما . إنه الستر يا سادة ..
تلك الفضيلة المنسية في زمن” السوشيال ميديا ” فكفانا تعقبا لفضائح الآخرين وكفانا قسوة في أحكامنا .. ولنتذكر تلك الأبيات الرائعة للإمام الشافعي : لسانك لا تذكر به عورة إمرئ … فكلك عورات وللناسِ ألسنُ … وعيناك إن أبدت إليك معايباً ..فدعها وقل يا عين للناس أعينُ. وعاشر بمعروف وسامح من أعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسنُ