بدأ مسرحياً وبات عالمياً عُرف مؤيداً وهاجم الأسد مؤخراً غسان مسعود: نشأته وانجازاته
تركيا الحدث
بدأ مسرحياً وبات عالمياً
عُرف مؤيداً وهاجم الأسد مؤخراً
غسان مسعود: نشأته وانجازاته
نشأة غسان مسعود:
ولد الممثل السوري غسان مسعود في قرية فجليت بمحافظة طرطوس عام 1958، ودرس التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.
عمل بعدها غسان مسعود أستاذاً في المعهد العالي للفنون المسرحية في العاصمة دمشق لمدة قاربت العشر سنوات.
بداياته الفنية:
عقب تخرجه من المعهد العالي، بدأ غسان مسعود مسيرته من خلال خشبة المسرح، معتبراً بأنه مخالف تماماً عن السينما والتلفزيون.
مسعود اعتبر المسرح مكاناً هاماً للتمثيل يمكنه من إتقان اللغة العربية الفصحى، وهو ما أظهره مسعود نفسه بالأدوار التاريخية التي أتقن تأديتها على اختلافها وصعوبتها.
دخل بعدها غسان مسعود عالم التلفزيون، حيث كانت بداياته الأولى عام 1990 بمسلسل “أبو كامل” للمخرج علاء الدين كوكش، تبعه بعدة مسلسلات أبرزها “ذكريات الزمن القادم”.
تألق مسعود بأداء أدواره التي أوكلت إليه بالمسلسلات التاريخية، مستفيداً من إلمامه القوي باللغة العربية الفصحى لينجح بقوة في مسلسل “صلاح الدين الأيوبي” و “صقر قريش”.
كما لمع نجم مسعود بتجسيده دور الصحابي أبو بكر الصديق في مسلسل “عمر”، وبدور نجم الدين أيوب في مسلسل “الظاهر بيبرس”.
ترك النجم غسان مسعود أثرا طيبا في المسلسلات الاجتماعية التي شارك بها وأبرزها مسلسل “أشواك ناعمة” و “يوم ممطر آخر” ومسلسل “المصابيح الزرق” عن رواية لحنا مينا، برزت خلاله مواهبه في لعب مختلف الشخصيات.
ظهر مؤخرا بدور البطولة في مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” مجسدا وبمهارة دور طبيب شرعي جنائي يسعى لحل أعقد الجرائم بمهارة لا يتقنها سوى غسان مسعود.
بروز نجم مسعود كان من خلال السينما العالمية وأبرزها تجسيد دور صلاح الدين الأيوبي في الفلم العالمي الشهير “مملكة السماء” عام 2005 للمخرج ريدلي سكوت، وبه نال مديح النقاد.
شارك بعدها مسعود في فلم “قراصنة الكاريبي” بجزئه الثالث عام 2007، وفي الفلم المصري “الوعد” بعده بعام واحد، ليعود مع المخرج ريدلي سكوت عام 2014 بفلم “خروج الآلهة والملوك”.
شارك مسعود مؤخرا ومع المخرج ريدلي سكوت كذلك في فلم “All The Money In The World”، متابعا مسيرته الفنية المليئة بالإنجازات التي قاربت المائة عمل ما بين تلفزيوني ومسرحي وسينمائي.
مسعود ثار متأخراً ضد نظام الأسد”
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، آثر غسان مسعود الصمت إزاء ما يحدث وإن كان يعتبر من صف نظام الأسد، بينما فضل هو الالتفات لعمله بعيداً عن ما يحصل.
هاجم مؤخرا خلال حديثه لإحدى الإذاعات المحلية نظام الأسد عبر انتقادات لاذعة عقب تردي الأوضاع المعيشية في مناطق النظام بشكل كبير، دون تسمية مسؤول بعينه.
مسعود قال “حرب الجوع أخطر من حرب المدافع والدبابات”، كرد على سؤال عن شعوره تجاه ما يعانيه المواطن السوري القاطن بمناطق النظام من أزمات متلاحقة.
مسعود اعتبر أن ما يحدث أمر لا يتصوره عقل انسان، حيث باتت المعاناة اليومية للمواطن السوري تفوق حد التصور، لم تعد تتفع معها الشعارات أو المزاودات.
حيث قال مسعود بأن لقمة العيش أولا، وكفانا بيعا للشعارات الزائفة وخاصة من مسؤولين مرتاحين ولديهم مدخرات “تحت البلاطة”، فلقمة المواطن وفق مسعود أولا وأخيراً.
مسعود تابع هجومه قائلا “لا يصح أن تأتي لمواطن سوري مصروفه الشهري لا يقل عن 400 ألف ليرة، بينما راتبه لا يتعدى ال 40 ألف، وتطالبه بشعارات ومواقف لا نعينه بشيء.
ليوجه مسعود رسالة تم فهمها بأنها لرأس النظام بشار الأسد “انحازوا للناس يا أولي الأمر، فإن خسرتكم الناس، خسرتم أمكنتكم وبلدكم، ولا تعولوا على شيء آخر”.
كما اعتبر مسعود وفق تحليله أن من نتائج الأزمة الخانقة للمواطن السوري بمناطق الأسد، ارتفاع معدلات الجريمة بشكل بات يصعب السيطرة عليها أو إيقافها.
مسعود استغرب عدم قدرة السوريين على شراء المواد الأساسية مثل اللحم أو الفواكه وحتى اللبن، بسبب أسعارها المرتفعة للغاية، والتي باتت حلما للكثيرين متسائلا، أليس هذا كفراً؟.
لينهي مسعود هجومه اللاذع بالقول “من لا يستطيع إيجاد الحلول، فليجلس في بيته، أنا كمواطن ليس من مهمتي إيجاد الحلول، بل مهمتك كمسؤول، أو انزل عن كرسيك”.
غسان مسعود وحياته الشخصية:
لم يثنه عمله بالفن والتمثيل عن تكوين أسرة وعائلة، ليتزوج وينجب “السدير” و “لوتس”، وسعادة مسعود الحقيقية من أسرته الصغيرة وفق تعبيره.
يتنقل غسان مسعود بين دمشق ودبي مقررا وكما أفصح التفرغ لعائلته، حيث اتخذ القرار الذي وصفه بالصعب مجنبا وكما قال أولاده ثقافة الكراهية المنتشرة في سوريا.
غسان مسعود وعباراته المثيرة للجدل:
أثارت كثيرا من عباراته الجدل ومنها منشوره “اللهم انصر سوريا وشعبها وانتقم من الظالمين”، لتتوالى الاتهامات بحقه أنه بات أقرب للسلطة من الشعب.
حظي غسان مسعود باحترام كبير بين السوريين والأوساط الفنية على السواء، بينما اتهم بعد مغادرته سوريا بأن مبرراته واهية ودموعه التي ذرفها بأحد لقاءاته مصطنعة.
حاول غسان مسعود دائما إظهار نفسه بشكل محايد في مختلف القضايا الإنسانية والوطنية، حاصراً أغلب إجاباته بالانعزال والانسحاب من الحياة العامة لا أكثر.
من عباراته المثيرة للجدل، رده على إحدى الصحف قائلا بأنه يشعر بأن “لا صوت يعلو على صوت الكراهية في سوريا في هذه الأوقات، لذلك فضل الانسحاب”.
ليضيف مسعود ضمن رده قائلا “فكل من نادى إلى الحوار والحفاظ على البلد تعرّض لحملات من التخوين والتحريض على الكراهية بغض النظر عن تاريخه وما قدّمه لبلده”.
يتهم مسعود بأنه من المؤيدين للاتهامات التي طالت الثورة السورية بأنها متأسلمة، ومطالبته بضرورة اتخاذ مواقف من القتل في سوريا هي مجرد تهديدات تكفيرية.
أثار مسعود الجدل بقوله أنه يشعر بالألم لأنه “ساهم أكثر من أي فنان آخر بنشر الصورة الإيجابية عن الإسلام وخاصة في هوليود بدور صلاح الدين الأيوبي لتصله التهديدات ممن وصفهم بالمتأسلمين”.
رغم إثارته الجدل بتصريحاته التي أطلقها خلال سنوات الثورة، يبقى غسان مسعود من الممثلين السوريين القلائل ممن نجح في الوصول للعالمية بأدوار لا يتقنها سوى، غسان مسعود.