قصة قال له ابوه يوما :لماذا لا تنطلق الى المدينة
……. بعد ساعات من المسير المتواصل بلغ سرور شجرة السنديانة الكبيرة التي كانت تشمخ وحيدة على تلة صغيرة … فاستلقى سرور متعبا تحت ظلها واخرج متاعه فأكل القليل من الزاد واروى ضمأه ثم انتظر حلول المساء …
فلما حل طفق سرور يرقب السماء بناظريه محدقا بالنجوم التي بدات تثقب سجادة الليل بلمعانها الاخاذ …
وهنا خطف شهاب ثاقب مزق جنوب السماء فاستأنف سرور المسير نحو الاتجاه الجديد …
كان الجو يوغل في العتمة بينما كان سرور يخترق الاحراش مبعدا الاغصان المتشابكة بيديه ثابتا في مسيره لا يحيد عن مساره وفجأة هوى ساقطا داخل حفرة غفل عنها بسبب الظلمة
فتدحرج سرور داخلها حتى ارتطم راسه بشيئ ثقيل فتحسسه فاذا هي جمجمة انسان فذعر سرور وتراجع الى الخلف ونظر حوله فاستطاع ان يميز رغم الظلام انه يقف وسط اشلاء من هياكل عظمية عديدة فازداد خوفه واشفاقه على نفسه ثم امسك رأسه متألما من شدة الوجع جراء السقطة وهنا …
تذكر سرور كلام العجوز عن ان علامة الوصول الى مربض الشيطان هو ألم الرأس فتسائل في نفسه :
ياترى هل هذا هو المكان ؟ ام ان ألم رأسي مجرد صدفة ؟
تطلع سرور حوله يفكر بطريقة للخروج من الحفرة وهنا … حصل فجأة سكون غريب حيث اختفت اصوات الغابة من حشرات وغيرها وبدأ سرور يسمع صوت وقع اقدام ثقيلة ترجرج الارض وتقترب شيئا فشيئا حتى توقفت عند حافة الحفرة فلصق سرور نفسه بجدار الحفرة اسفل الشيئ الواقف حتى لا يراه وكتم انفاسه وجمد مكانه منتظرا ما سيحصل …
كان القادم عبارة عن اسد ضخم جدا كريه المنظر يرعب اشجع الشجعان بمجرد النظر اليه ..
لكن سرور كان محظوظا لانه في موقع يمنعه من رؤيته ..
ومع ذلك فأن حجم الرعب الذي داخله بمجرد سماع صوت تنهد الاسد لا يعلمه الا الله ، وهنا اطلق الاسد زئيرا مخيفا فكاد يغمى على سرور لولا ان تماسك نفسه …
وعلى اثر ذلك الزئير حضرت ثلاث حيوانات اخرى نحو موقع الحفرة وهي نمر وذئب وابن آوى وكل تلك الحيوانات كانت من الضخامة بحيث تبلغ ضعف الحيوانات العادية لانها في الواقع كانت شياطين تأخذ اشكال مختلفة حسب رتبها في عالم الشيطنة ..
وكان كبيرها هو الاسد ويدعى ( كثرائيل ) الذي تكلم بصوت خشن فهمه سرور بوضوح :
لنبدأ اجتماعنا بسرعة ونغادر لأني جائع ابدأ انت يا ابن آوى .
ضحك ابن آوى ضحكة مزعجة ثم قال :بينما كنت اربض تحت شجرة الكستناء واذا بي اسمع صوت غرابين يتهامسان بسمعي المرهف وهما اعلى الشجرة حيث قالا امرا مذهلا …
تحمس الذئب وقال :
هااااه ماذا قالا ؟؟؟
اعاد ابن آوى ضحكته المزعجة ثم اردف قائلا :
قالا ان هناك في الجنوب حقلا صغيرا مهملا معروف
بوجود شجرة ارز ضخمة ميته فيه وان مالك الحقل لا يعلم ان هناك بالقرب من الشجرة اسفل الارض يقبع قبو مخفي مليئ بنفائس الجواهر واكداس الذهب .
قال كثرائيل :دورك يا ذئب .
عوى الذئب وقال :عوووووو أما انا فقد حللت لغز الفروة الذهبية …
كان النمر جاثما فلما سمع بذلك نهض وقال :
لا … لا لا لا …. غير معقول !!!! أفعلت ذلك حقا ؟؟؟
لتكملة القصة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇