قصة قال له ابوه يوما :لماذا لا تنطلق الى المدينة
….. لاحظ سرور ان المدينة يخيم عليها الحزن ولما استفسر عن ذلك علم بقرب وفاة الاميرة المحبوبة وعجز جميع الاطباء عن علاجها وهنا تذكر سرور ما قاله كثرائيل من امر ينبوع الحياة فقال في قرارة نفسه :
هل هذا معقول ؟ هل ان جميع ما مررت به في مربض الشيطان يقودني الى هذه اللحظة ؟ وهو ان شفاء الاميرة قد يتحقق على يدي ..
لم ينتظر سرور كثيرا بل سارع باتجاه جبل الصوان خارج المدينة حتى بلغه بواسطة حصان اشتراه بما معه من مال من المدينة …………..
…..دار سرور حول سفح الجبل فشاهدته امرأة عجوز فسألته عن مقصده فاخبرها انه ينشد مغارة مخفية في الجبل
فقالت العجوز :لا توجد مغارات في هذا الجبل عموما اذا كنت متعبا فتعال واسترح في بيتي انت في ضيافتي
شك سرور في امر هذه المرأة لكنه قرر ان يجاريها حتى يبلغ ما يصبو اليه .
تبع سرور المرأة الى بيتها المنعزل عند سفح الجبل فشاهد منزلا جميلا وسط بستان اخضر يعبق بالروائح العطرة فغره الامر بدخول المنزل فترجل عن حصانه ودخل البيت ..
وهنا …. فوجئ سرور بالعجوز وهي تهجم عليه من الخلف وهي ماسكة بمنجل عريض النصل فحاول ان يتفاداها لكنها نجحت بتمزيق كتفه الايسر فسقط سرور مرعوبا واخذ يزحف مبتعدا عنها لكنها واصلت الهجوم وهي تزعق وقد اتقدت عيناها جمرا فتيقن سرور انها الساحرة المزعومة حارسة الينبوع وان هلاكه على يديها لا محالة …
رفعت الساحرة منجلها تبغي ارسال طعنة الموت فاغمض سرور عينيه …
لكن في تلك اللحظة انقض حصان سرور على الساحرة وارتطم بها من الخلف وهو يصهل عاليا فسقطت الساحرة على وجهها فسارع سرور وحمل المنجل وارسل ضربة للساحرة فمزق جانبا من عنقها فصرخت الساحرة وامسكت عنقها تغطي الدم المندفع بغزارة وركضت هاربة خارج البيت …
وهنا تغير كل شيئ يراه سرور اذ كانت العجوز قد سحرت عينيه برؤية كل ما حوله جميلا لتغريه بدخول المنزل الذي كان ليس سوى كوخا قبيحا تنبعث منه روائح كريهة للغاية
خرج سرور خلف الساحرة فشاهد البستان وقد تحول الى مزبلة …
واصل سرور سعيه اثر العجوز متتبعا أثر الدم حتى قاده الى ثقب في الصخر مغطى بالنبات فولج فيه حاملا المنجل فشاهد الساحرة تحاول ان تشرب من ينبوع ذو مياه رقراقة صافية …
فسارع بامساكها من الخلف و جذبها بعنف فسقطت على ظهرها لكنها واصلت الهجوم باستماتة فاضطر سرور ان يضربها هذه المرة بالمنجل ضربة اقتلعت رأسها من فوق كتفيها …
اقترب سرور من الينبوع واغترف منه غرفة وشربها فاذا به يشفى حالا من جرح كتفه وكأنه لم يصب على الاطلاق ..
سر سرور سرورا بالغا وملأ قنينة من ماء الينبوع وخرج من المغارة فشاهد حصانه ينتظره فمسح على عنقه وقال :
انا ممتن لك يا رفيقي فقد انقذت حياتي مع انك لم تقابلني الا اليوم فشكرا لك .
هب سرور عائدا الى المدينة وانطلق فورا الى قصر الاميرة فشاهد مناديا من قبل الوصي ينادي في الاسواق والشوارع ان من يتمكن من شفاء الاميرة فله ان يتزوجها …
كانت تلك اخر ابتكارات وصي الملك المدعو (سمحون ) ليداري سوء عملته امام الحاشية والشعب حتى يظهر لهم وكأنه يفعل المستحيل من اجل اميرتهم الغالية ثريا ..
تقدم سرور من البلاط واعلن انه قادر بمشيئة الله على شفاء الاميرة فتم ابلاغ سمحون بذلك فدهش سمحون على سرعة استجابة الناس لكنه صاح :هذا متوقع … سياتي كل من هب ودب ليجرب خلطاته المنزلية في فم الاميرة …
يجب ان نعدل من صيغة النداء … ان من يفشل في علاج الاميرة ستقطع رأسه … نعم هذا جيد … هذا سيجعلهم يفكرون الف مرة قبل القدوم الى البلاط … اذهبوا واعلنوا ذلك الان .
ذهب الحرس ثم عادوا بعد قليل واخبروه ان الشخص الذي جاء قبل قليل مازال يريد علاج الاميرة حتى بعد ان سمع بالاعلان الجديد ..
سخر سمحون من سرور وسمح بادخاله الى غرفة الاميرة يتبعه السيافون وهم متهيئون للاقتصاص منه حال اخفاقه ..
لم يكن سرور خائفا على غير العادة بل كان واثقا ومتحمسا حيث عمد بلا تردد الى سكب عدة قطرات من قنينة الماء العجيب في فم الاميرة ..
كانت يداه ترتجفان ليس من الخوف بل لانه لم يقترب من هكذا جمال اخاذ في حياته رغم وجه الاميرة الشاحب ..
مرت عدة لحظات كانت عصيبة على سرور لانه لم يحدث شيئ حتى الان فوضع السيافون قبضاتهم على مقابض سيوفهم وجردوها من اغمادها واتجهوا نحو سرور ….
قفوا مكانكم ..
لتكملة القصة اضغط على الرقم 7 في السطر التالي 👇