قصة أُعجبت بابنة جيراننا ليليان ولكن جوليا كان معجبة بي
الجزء الثاني: ذهبت أمي لخطبة ليليان ،
فكانت فرحة قبولها بي لا تضاهيها فرحة على الإطلاق . تم الاتفاق على حفل الخطوبة بعد أسبوع من زيارتنا لهم. وقامت والدة ليليان ووالدتي بدعوة كل الجيران ، وبالطبع كانت عائلة جوليا من المدعوّين.
باليوم الذي عرفت به جوليا بأمر خطبتي على ليليان ، أتت إلى منزلنا ، وبعد أن فتحت أمي الباب قالت لها :
-خالتي أريد الحديث مع وسام .
-حاضر يا ابنتي .
-وسام ، جوليا تريد الحديث معك .
أُصِبنا جميعاً بدهشة كبيرة لقدومها ، لكني شخصياً كنت أعتقد أنها سترجوني أنْ لا أرتبط بليليان ، وما إن وقفتُ أمامها حتى قالت لي بابتسامة وبهدوء تام :
-أنت تعلم علم اليقين بأني معجبة بك ، وحاولت جاهدة أن أجعلك تبادلني الإعجاب أو حتى تبادر بالحديث معي ، لكن بما أنك فضَّلْت فتاة أخرى عليَّ ، سأخرجكَ من عقلي وقلبي وكأنك لم تكن يوماً ، فمن لا يريدني لا يستحق أن يأخذ ولو جزءاً بسيطاً من تفكيري ، والآن وداعاً .
اتسعت حدقتا عينيَّ من الدهشة، وأنا أقف كتمثالٍ مُحَنَّط ، وبعد أن ابتعدت خطوتين ، عادت وقالت لي بابتسامة ثقة :
-يا إلهي ، لقد نسيت أن أقول لك مبارك خطوبتكما ، وأسأل الله أن يتمم زواجكما بخير ، ويرزقكما أطفالاً تنير حياتكما.
ما إن دخلتُ حتى تعالى تصفير وتصفيق ابن عمي جاد الذي كان يمضي السهرة معنا برفقة أبيه وأمه ، ثم قال :
-كان يجب أن يكون التصفيق لجوليا ، فقد سمعت حديثها معك ، يا أخي إنَّ الفتاة القارئة تملأ دماغي كفنجان قهوة الصباح ، إنَّ ثقتها بنفسها وجرأتها بالحديث معك ، جعلتني أدرك أنك أحمق حينما بدَّلتها بفتاةٍ أخرى .
فضحكت أمي وقالت لجاد :
-إنَّ ابن عمك من الشباب الذين يلهثون خلف الفتاة الفاتنة بشكلها ، لنرى كيف ستكون فترة خطوبته من الحسناء ليليان.
فردَّ جاد قائلاً:
-فعلاً يا زوجة عمي ، وأنا عكسه تماماً فأنا من الشباب الذين يلهثون خلف الفتاة الفاتنة بعقلها ، غير أني لم يكن لي نصيب بأي فتاة على الرغم من أني أكبر من وسام في السن ، لأني لم أُصادف بحياتي سوى شبيهات ليليان ، وهذا بالتأكيد لتكون جوليا من نصيبي ، وطالما ضمنْتُ أنها لم تعد تريد وسام سأتقدم لخطبتها .
فرحت زوجة عمي وأمي ثم قالتا بابتسامة عريضة:
-أنالكَ الله مرادك .
ثم قلت له وأنا عريض المنكبين:
-هنيئاً لكَ بها، فأنا يكفيني من الحياة ليليان ، لأني أعدُّ الدقائق لتتم حفل خطوبتنا ، لكي آخذ رقمها ، ونتعرف ببعضنا أكثر ، حينها فقط أستطيع أن أنام وأصحو بسعادة على سماع صوتها.
…..يتبع
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 3 في الصفحة التالية 👇