قصة ترك لي زوجي إرثا غريبا بعدما عرفت بعد وفاته انه كان متزوجا بالسر
ولكن قبل أيّام قليلة مِن رحيلي ، سمعتُ جرس الباب يُقرع ، وعندما فتحتُ رأيتُ أمامي ثلاثة أولاد ينظرون إليّ ،
الواحد بخوف والثاني بحشريّة والصغير بِفَرَح. وبالطبع علِمتُ أنّ هؤلاء كانوا أولاد زوجي.
وللحقيقة ، إحترتُ لكيفيّة التعامل مع هذا الوضع غير المنتظر. وبعد ثوننٍ ، إستطعتُ التكلّم : مَن قادكم إلى هنا؟
قال كبيرهم : جدّتنا ، طلبنا منها أن نتعرّف إليكِ بعدما أخبرَتنا أنّ والدنا لدَيه زوجة. وقالت لنا أنّكِ سيّدة جميلة وطيّبة.
وأضافَ الثاني : وكانت على حق ، أنتِ فعلاً جميلة! أمّا الثالث فسألني : هل لديكِ حلوى؟
عندما سمعتُ ذلك ، لم أتمكّن مِن الحفاظ على جدّيّتي وابتسمتُ : أجل لديّ حلوى ، إنتظروني هنا.
ولكنهم دخلوا ورائي وجلسوا في الصالون بعدما أزالوا الغطاء عن المقاعد. منزلكِ جميل! أين كان يجلس البابا؟
هناك.
وانهالَت الدموع على خدَّي لأنّني لمستُ براءة هؤلاء الصغار ولأنّني تذكّرتُ كنبة عزيز المفضّلة. وقال لي الصّغير : لما الأثاث مغطّى وأمتعتكِ قرب الباب؟ أنتِ مسافرة؟
أجل ، ولن أعود.
ستتركينا كما تركتنا أمّنا؟
وركَضَ المسكين إلى أخوَيه وبدأ بالبكاء. نظَرَ إليّ الكبير : لم يعد لدَينا أحدٌ.
لديكم جدّتكم ، هي تحبّكم كثيرًا.
إنّها مريضة وعجوز ، ستموت يومًا.
وعند ذلك ، قرّرتُ تغيير الأجواء بتقديم العصير والحلوى لهم. ولأنّهم كانوا صغارًا ، نسوا حزنهم بسرعة.
أخبروني عن المدرسة وعن رفاقهم وعن أبيهم الذي كان يزورهم مِن وقت إلى آخر. ولم أشعر بالوقت وهو يمّر إلاّ عندما رأيتُ الصغير نائمًا ، فسألتُ الكبير :
متى ستأتي جدّتكم لأخذكم؟ لقد جاء المساء.
قالت لنا إنّنا سننام هنا الليلة. حضّرتُ لهم العشاء وغرفة النوم ، وأدخلتُهم الحمّام فما لبثوا أن ناموا جميعهم.
ودخلتُ غرفتي لأنام بدَوري ، فلاحظتُ أنّني أبتسم. لم تكن بسمة عاديّة ، والحق يُقال إنّني لم أبتسم هكذا يومًا بهذا الكمّ مِن الحنان.
والحبّ كله الذي أحببتُه في حياتي ، لم يكن يُوازي الحبّ الذي كان في قلبي في تلك اللحظة. ووضعتُ رداءً على كتفَيّ وذهبتُ إلى غرفة الأولاد.
أخذتُ كرسيّاً وجلستُ عليه وقضيتُ الليل بأسره أنظر إليهم وهم نيامٌ. وعندما طلَعَ الضوء ، كنتُ متأكّدة من أنّهم سيبقون معي وأنّهم كانوا ميراثي الحقيقي مِن عزيز.