عاجل النظام السوري يعلن عن موقفه النهائي للمصالحة مع تركيا ويتخذ إجراء وقح وسافل مع الرئيس أردوغان
أصدر النظام السوري قائمة جديدة تضم أسماء داعمي الإرهاب بحسب وصفه، متضمنة شخصيات بارزة من مختلف الدول، وعلى رأسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
القائمة التي حصلت عليها “القدس العربي” تتألف من 597 فردًا و127 منظمة، وتشير إلى استمرار النظام في رفض التطبيع السياسي، خاصة مع تركيا. هذا الإجراء يأتي في وقت قدم فيه أردوغان تنازلات ملحوظة تجاه النظام السوري.
تشير القائمة إلى استمرار النظام في عقلية النكران وتقديم مؤشرات رافضة لإمكانية التعاطي السياسي وتطبيع العلاقات خصوصا مع أنقرة.
القائمة الجديدة صادرة عن هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التابعة للنظام السوري، وهي تحديث لقائمة سابقة تضم الأشخاص والكيانات المتهمة بدعم الإرهاب وغسيل الأموال.
القرار، الذي يحمل رقم /3/ ومؤرخ في 11 يوليو 2024، أصدره رئيس لجنة تجميد أموال الأشخاص والكيانات. هذه القائمة تضم أسماء سياسيين بارزين وأحزاب سياسية وكيانات دولية، بالإضافة إلى رجال دين عرب وأجانب وأعضاء برلمانات.
في هذه القائمة، يأتي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المقدمة، إلى جانب رئيسين سابقين للحكومة التركية، هما أحمد داوود أوغلو وسعد الحريري.
كما تضم القائمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. تشمل الأسماء الأخرى شخصيات من دول عدة مثل البحرين، السعودية، الكويت، الإمارات، قطر، مصر، لبنان، الجزائر، تونس، المغرب، العراق، موريتانيا، ليبيا، فلسطين، السودان، باكستان، إندونيسيا، السنغال، تركيا، إريتريا، نيجيريا، فرنسا، سيريلانكا، تايلاند، كينيا، نيبال، بينين، ألبانيا، البوسنة، إسبانيا، ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
تضم القائمة من مملكة البحرين سبعة أشخاص، بينهم النائبان عبد الحليم مراد وعادل عبد الرحمن المعاودة، والنائب السابق حمد المهندي، بالإضافة إلى الداعيتين شوقي عبد الرحمن المناعي وعادل علي الشيخ.
وجاء المواطنون السعوديون في المرتبة الثانية بعد السوريين، حيث بلغ عددهم 68 شخصاً، بينهم رجال أعمال، تجار، ضباط، أساتذة جامعيون، محامون وأطباء.
أما الكويتيون، فبلغ عددهم 32 شخصاً، بينهم نواب حاليون وسابقون في مجلس الأمة الكويتي، مثل وليد الطبطبائي ومبارك الوعلان وجمعان الحريش وبدر الداهوم ونايف المرداس، إضافة إلى الداعية البارز شافي العجمي، الذي اعتقل بتهمة تمويل الإرهاب في الكويت وأدين بها عام 2021.
أفرج عن العجمي بعفو أميري في نهاية عام 2023 بعد الحكم عليه بالسجن 7 سنوات. كما ضمت القائمة الداعية ورئيس حزب الأمة حاكم المطيري، الذي جردته الكويت من جنسيته.
شملت القائمة أسماء قطريين ويمنيين، بينهم ناصر العطية وسلطان السويدي، وهؤلاء يمثلون العدد الأقل من العرب المدرجين. أما اللبنانيون، فكانوا من مختلف التيارات السياسية والدينية، بما في ذلك الحريري، جنبلاط، جعجع، خالد الضاهر، معن المرعبي، محمد عبد اللطيف كبارة، والنائب السابق عقاب صقر.
لم تقتصر القائمة على الأحياء، فقد ضمت شخصيات عربية وسورية متوفاة، مثل المصري يوسف القرضاوي، واللبناني داعية الإسلام الشهال، وأمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري.
من السوريين، شملت القائمة المعتقل السياسي السابق تيسير إبراهيم المسالمة، والقيادي في المعارضة السورية فادي العاسمي، والممثل عبد الحكيم قطيفان.
على صعيد الكيانات، ضمت القائمة أحزاباً سياسية وجمعيات ومنظمات، مثل تيار المستقبل اللبناني، حزب الأمة الكويتي، حركة النهضة التونسية، حزب العدالة والتنمية في تركيا، جمعية الوفاق الكويتية، الحركة السلفية في مجلس الأمة الكويتي، هيئة حماية المدنيين السورية، والتيار السلفي في الأردن، حزب التحرير الإسلامي اللبناني.
من المؤسسات الخيرية، كانت مؤسسة قطر الخيرية وشبكة إغاثة سوريا ضمن المصنفة كداعمة للإرهاب، إضافة إلى شركات أمريكية مثل شركة كومنيكس.
هذا الإجراء يعكس استمرار النظام السوري في عقلية النكران ورفض التعاطي السياسي وتطبيع العلاقات، خاصة مع تركيا.
فعلى الرغم من التنازلات التي قدمها أردوغان تجاه النظام السوري، يأتي هذا الرد بإعادة تصنيفه على قوائم دعم الإرهاب. القائمة توضح أيضاً أن النظام لا يتسامح مع أي شخص أو كيان وقف ضده، ميتاً كان أم حياً، مما يثير الكثير من السخرية والاستنكار.
بذلك، يظهر أن النظام السوري يستخدم هذه القوائم كوسيلة للتأكيد على موقفه المتصلب وعدم استعداده للتعاون أو التصالح مع خصومه السياسيين، سواء كانوا دولاً أو أفراداً. هذا التصرف يبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن النظام السوري لن يغير من سياسته ولن يلين موقفه تجاه من يعتبرهم أعداءً، بغض النظر عن التحولات السياسية أو التنازلات المقدمة من الطرف الآخر.
ولتحميل القائمة أنقر على الرقم 3 في السطر التالي: