في ليلة من الليالي المظلمه، وفي بلاط أحد القصور في ذاك الزمان الغابر ..لم يقدر أحد السلاطين على النوم، فقد أحسّ بالأرق تلك الليلة ،
قال الوزير :انصحك مرّة ثانية أن لا تسيئ تقدير قوّتهم ،لكنّ السّلطان أصرّ على رأيه ،وأبلغ أحد الجنود الإمام بما يخطّط له ،السّلطان ،وبعد صلاة الجمعة حمد الله ،وأثنى عليه، ثم قال اإنّ إبليس زيّن لمولاكم أخذ الأموال التي دفعتموها من أقوات صغاركم لترميم اسوار المدينة ،وصرفها على قصره ،والعدو متربص بكم، فثورا ،وعّينوا الوزير مكانه!!! وكان القاضي والشرطي يحرّضان العامّة في الشّوارع ،فانتشرت نيران الثّورة إلى كلّ المدينة ،وحاصر الشّعب القصر، وانحاز الجيش للوزير، وقبضوا على السّلطان وفي الغد إجتمع الناس لمحاكمته في الساحة العامة، فقال : أريد محاكمة عادلة !!!
فجيئ له بالقاضي الذي سرق الذّهب ،ولما رآه أيقن بالهلاك ،ثمّ قال: أريد من يدافع عني ،وإلا فالمحكمة باطلة ،فأتوه بكلب ألبسوه عمامة، وقالوا له : هذا هو الدّفاع ،والآن ستبدأ المحاكمة !!! سأله القاضي :ماذا فعلت بالمال؟ لم يجب السّلطان ،أمّا الكلب فأطلق عواءا طويلا ،ثمّ جاء البنّائون، فقالوا أنّهم زيّنوا القصر ،ووسّعوا الحديقة ،ولم يلمسوا الأسوار ،فصاح الناّس :الموت لك أيّها السّارق ،أقتلوا ها المحتال ،فهمس القاضي في أذن السّلطان سأرد لك المعروف ولن أقتلك ،لكنك لا تصلح للحكم، وسنعيّن الوزير مكانك ،فنحن نعرف كيف نتفاهم معه، وهذا حال الممالك منذ قديم الزمان ،نأكل مع الكبار ،وهم يستمرّون في الحكم .
…
إنتهى ،أتمنى أن تكون الحكاية قد أعجبتكم