close
القصص

قصة خديجة وزوجها عبدالله


بعد أيّام أصبح كل سكان الحي ينادي زوج خديجة سي عبد الله وصارت له بغلة يركب عليها وخدم
لكن منصور قال في نفسه :حتى ولو أصبح من الأغنياء فهو يبقى عندي ذلك الجائع العريان ومتى كان المال يصنع السادة
أحد الأيام كانت خديجة ساهرة مع زوجها فقال :يا ليت الله يعطيني القوة وأفرغها

فاستغربت المرأة وقالت : زوجي السابق كان يدعو الله ليملأها وأنت تدعوه ليفرغها هل جاء الوقت لتشرح لي ماذا تقصد ومن أين أتاك كل هذا المال ؟

قال لها : تعالي معي إلى غرفتك ثم أراها الحائط وقال لها: كان زوجك يدسّ الذهب في حفرة ولقد وجدته بالمصادفة حين خرج الفأر من شق صغير وهذا هو الصندوق ومدّه لها

فلما رأته بدأت تنوح على الأيام التي عاشتها مع ذلك اللئيم وقالت :لقد كنت أجوع وأتعرى ليجمع هو الذهب تبا له

لما فعله معي من قهر
لكنّه أجابها : لا تبكي على ما فات واحمدي الله أنه عوضك خيرا وهو يرزق من يشاء دون حساب ولقد إبتهج كل الناس بعدما إسترجعت مكانتك والفقراء يأتون لبابك لأنّهم يعرفون كرمك وفضلك
هيا إمسحي دموعك فإني لا أطيق الحزن على تلك العينين الجميلتين

حكاية خديجة الجزء الرابع
….. قالت خديجة لعبدالله كانت أمي تحكي أن الشكر على القليل يقي من السوء ويزيد في الخير والآن فهمت ما تقصده، فذلك الرجل حرمني و لما مرض لم يجد ما يشفع له عند الله من حمد على النعمة فأعطى ما جمعه من مال لمن شكر وصبر على مر العيش

أجابها :سبحان الله وأنا كانت أمي تدعو لي وتقول :اللهم أعطيه دارا تحميه وامرأة بنت حلال فإني أخشى عليه من إخوته من بعدي وحقق الله أمنيتها

في الصباح نزل عبد الله إلى السوق واشترى دكانا نقل إليه آلات الكيمياء وصار يصنع العقاقير كما تعلم من الكتب التي قرأها وبرع في تلك الصناعة وبعد أشهر أرجع لخديجة كل ما أعطته له من مال لشراء الدكان

أما جاره منصور فبدأت تجارته تكسد حتى أفلس وباع بضاعته أبخس الأثمان ثم بدأ يبيع أثاث داره ليأكل
فقالت له امرأته :اذهب لجارك عبد الله ليقرضك مالا فإني لم أعد أطيق هذا الفقر
لكنّه قال : أموت جوعا ولا أذهب لذلك المتشرد

وفي الغد جمعت المرأة ثيابها وأخذت إبنها وقصدت دار أبيها أما منصور فجاءه أصحاب الديون وطالبوه بتسديد ديونه فباع الدار واشتراها منه عبد الله وبقي منصور في الشارع يدور على أصحابه وأهله مرة عند هذا ومرة عند ذلك
وساءت أخلاقه حتى ملوا منه وطردوه

في أحد الأيام ذهب عبد الله لصلاة الجمعة فوجد رجلا قذرا يسأل الصدقة وقد طالت لحيته لما إقترب منه إستغفر الله فلقد كان جاره منصور نظر إليه وقال له :والآن من منا الجائع العريان كنت أسمع شتائمك فينزل الله على قلبي السكينة

وكنت أجوع فأدعو الله وأحس بالشبع وأنت لم تتعظ بما جرى لزوج خديجة والآن جاء دورك
نظر إليه منصور وقال له : هل جئت هنا لتشمت في حالي ؟ أجابه عبد الله : ألا يعرف لسانك سوى قول السوء
تعال إرجع لدارك وسأعطيك شغلا معي

بكى منصور وقال: خديجة لها الحق لما تناديك سي عبد الله .
وبعد شهر صلحت حال الجار وأثث بيته ثم أرجع امرأته وابنه وتاب عن قول السوء في جيرانه وبقي زمنا وهو لا يتكلم يشتغل كامل اليوم يرجع لداره و يتعشى، ثم ينام.

في أحد الأيام سألته إمرأته: حالك لا يعجبني يا رجل أنا أعرفك لما تصمت فأنت تدبر شيئا

فصاح في وجهها: هل أعجبك أن نكون خدم عبد الله أنا أفكر كيف أستعيد داري وتجارتي ولقد إدخرت بعض المال لكن ذلك لن يكفي
أجابته المرأة : إياك أن تفك في تجويعي فأنا لست خديجة هل فهمت ؟
لم يرد عليها وانصرف غاضبا
فقالت: كنت أعتقد أنك تغيرت أيها اللئيم لكن من فيه عيب يبقى فيه

لتكملة القصة اضغط على الرقم 7 في السطر التالي

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى