يُحكى أن شيخا (يذكر أن أسمه العود السعيدي) كان عقيد قوم وكبر فالسن رأى الفتيات يسبحن فأعجبته احداهن
وفي ساعات المساء وبعد أن تناول المختصمون عشاءهم عند الحكيم عادت الفتاة الراعية ومعها أغنامها إلى البيت وهي تندب حظها لضياع الخروف، فسألها الحكيم الفهمي على مسمع من ضيوفه : ما بالك يا بنتي ؟
فقالت : لقد ضاع مني اليوم خروف يا أبي.
فقال لها : وكيف ضاع منك ؟ هل أكله الذئب ؟
فقالت : لا بل سُرِق.
فقال لها : وهل رأيت الذي سرقه ؟
فقالت : لا ولكنني عرفته ( وفي رواية اخرى يروى أنها قالت : لا ولكني قصيته).
فقال لها : كيف عرفتِه ولم تبصره عيناكِ ؟
فقالت : وجدت أثر أقدامه فعرفته من أثره، فهو صبي أمّه شابّة وأبوه شيـخ هَـرِم، أو في رواية اخرى يروى انها قالت : أنه البتر ولد العود الهتر من البنت البكر.
فقال لها أبوها : وكيف استدللتي على ذلك ؟
فقالت : إن أثره صغير كأَثَرِ صبي لم يبلغ بعد.
فقال أبوها : حسناً ولكن كيف عرفت أنه ابن شيخ هرم ؟
فقالت : عرفته من أثره أيضاً، فوجدت خطواته مرة تكون طويلة ومتباعدة ومرةً تكون قصيرة ومتقاربة، فعرفت إنه عندما كان يأتيه العزم والقوة من ناحية أمه، فكان يعدو فتبعد خطواته عن بعضها البعض، وعندما تأتيه القوة من عند أبيه فكـان يتعب فتقصر خطواته، فعرفت أن أمه شابّة وان أباه شيخ هرم.
فقال لها الشيخ : اذهبي الآن يا ابنتي وسنبحث عن الخروف فيما بعد.
لتكملة القصة اضغط على الرقم 6 في السطر التالي