قال تعالى : خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب .. ما هما الصلب والترائب ؟

وصيغة دافق اسم فاعل من دفق القاصر ، وهو قول فريق من اللغويين . وقال الجمهور : لا يستعمل دفق قاصرا . وجعلوا دافقا بمعنى اسم المفعول وجعلوا ذلك من النادر .
وعن الفراء : أهل الحجاز يجعلون المفعول فاعلا ، إذا كان في طريقة النعت . وسيبويه جعله من صيغ النسب كقولهم : لابن وتامر ، ففسر دافق : بذي دفق .
والأحسن أن يكون اسم فاعل ويكون دفق مطاوع دفقه كما جعل العجاج جبر بمعنى انجبر في قوله :
قد جبر الدين الإله فجبر
وأنه سماعي .
وأطنب في وصف هذا الماء الدافق لإدماج التعليم والعبرة بدقائق التكوين ليستيقظ الجاهل الكافر ويزداد المؤمن علما ويقينا .
ووصف أنه يخرج من بين الصلب والترائب لأن الناس لا يتفطنون لذلك .
والخروج مستعمل في ابتداء التنقل من مكان إلى مكان ولو بدون بروز ، فإن بروز هذا الماء لا يكون من بين الصلب والترائب .
والصلب : العمود العظمي الكائن في وسط الظهر ، وهو ذو الفقرات .
والترائب : جمع تريبة ، ويقال : تريب . ومحرر أقوال اللغويين فيها أنها عظام الصدر التي بين الترقوتين والثديين ، ووسمه بأنه موضع القلادة من المرأة .
[ ص: 263 ] والترائب تضاف إلى الرجل وإلى المرأة ، ولكن أكثر وقوعها في كلامهم في أوصاف النساء لعدم احتياجهم إلى وصفها في الرجال .
وقوله :
يخرج من بين الصلب والترائب
الضمير عائد إلى
ماء دافق
وهو المتبادر ، فتكون جملة يخرج حالا من
ماء دافق
لتكملة القصة اضغط على الرقم5 في السطر التالي