عمل لاستقبال اللاجئين السوريين.. الطبيب السوري أحمد ناصيف يفارق الحياة بأمريكا
متابعة : تركيا الخبر
على الموقع الإلكتروني الخاص بالجمعية الإسلامية في ميلووكي نشرت صور لأعضاء اللجنة التنفيذية إلى جانب مقولات وعبارات قصيرة اختارها الأعضاء بأنفسهم، ومنها:
“محبة الله قبل كل شيء تجعلك تحب الجميع، ونحن بحاجة للمزيد من الحب في هذا العالم”، حيث كتبت تلك العبارة تحت صورة أحمد ناصيف، إذ من الصعب تخيل شخص آخر يجسد تلك المقولة كما جسدها السيد أحمد، فهو طبيب ناجح سعى للريادة والتميز
حيث ساعد المرضى الذين يعانون من اضـ.ـطرابات في النـ.ـوم على استعادة وضعهم الطبيعي في الحياة، كما رحب باللاجـ.ـئين في ميلووكي عقب اندلاع الحـ.ـرب في بلده الأم سوريا،
وسافر خارج البلاد للعمل في مخـ.ـيمات اللاجئين، إذ كان يمثل شريـ.ـان الحياة للأسر والعائلات النازحة في معظم الأحيان.
وقد توفي الدكتور أحمد عن عمر ناهز 52 عاماً بسبب مرض السرطـ.ـان وذلك في 22 كانون الثاني، بحسب صحيفة، جورنال سينتينيل.
يذكر أن أحمد فـ.ـقد والده عندما كان بعمر الرابعة في حـ.ـرب 1973 بين العـ.ـرب وإسـ.ـرائيل، غير أن والدته غرست فيه حب العلم،
فحصل على إجازة في الطب من جامعة دمشق عام 1992، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة في العام نفسه، إذ أراد أن يدرس في جامعة أميركية ليحقق حلمه، وهكذا حط الرحال في جامعة وسيكينسون بماديسون.
ثم نما لديه اهتمام خاص بطب النـ.ـوم، وبعدها أصبح مدير كلية فرويدتيرت & ميديكال لعيادة ويسكينسون المتخصصة باضـ.ـطرابات النوم حتى عام 2006، وذلك عندما أسس مشـ.ـروعه الخاص به وهو معهد كواليتي سليب بشمال غرب ميلووكي.
نشاط في تركيا والأردن
وعندما اندلعت الحـ.ـرب بسوريا في عام 2011، نشط هذا الطبيب في مجال مسـ.ـاعدة اللاجئين، ولهذا قام بعدة رحـ.ـلات إلى تركيا والأردن،
واستعان بمهاراته الطبية لتقديم المساعدة في المخـ.ـيمات، وفي ميلووكي أصبح مرجعاً معتمداً للمساعدة في مجال إعادة التوطين،
حيث كان يعتمد في معظم الأحيان على ما لديه من مال ليقوم بدفع الإيجارات وشراء الحاجيات، بل حتى لإطلاق مشاريع تجارية خاصة بهؤلاء اللاجئين.
وعرف عنه دعمه للمهاجـ.ـرين السوريين الذين يديرون مطعم بوابة دمشق الكائن في شارع ويست ميتشيل، والذي أصبح مشهوراً بفضل وجباته الشرقية التقليدية، ودوره كمكان لتجمع اللاجئين السوريين.
هذا وتعمل السيدة كاي غاردنر ميشلوف عبر مشروعها: “طاولات عبر الحـ.ـدود” لتسلط الضوء على أعمال الطباخين من اللاجئين في عموم ميلووكي،
وهكذا تعرفت على السيد أحمد من خلال لجنة قلوب جائعة التي تعمل على تأمين وجبات مجانية لتلك الجالية، وهي تصفه بالرجل الكريم والمتواضع،
وتقول عنه: “إنه من ذلك النوع من الأشخاص الذين يشعرونك بأنك محط ترحاب عندما تلتقي بهم… ثمة أشخاص يأتون لهذا العالم لينشروا النور والمحبة، وهو واحد منهم”.
أما منظمة حنان الإغاثية التي تهتم باللاجئين فهي منظمة غير ربحية تساعد اللاجئين على الانتقال والتعود على الحياة الأميركية، وتدير فيها شيلا بادوان القسم المحلي لميلووكي ولهذا أعلنت عن منحة دراسة تحمل اسم السيد أحمد ناصيف مخصصة للطلاب اللاجئين.
فقد اشتهر السيد أحمد ضمن الجالية المسلمة لكونه أكثر الأفراد حيوية ونشاطاً فيها، إذ خلال السنوات الخمس الأخيرة من حياته تطوع هذا الرجل للتعليم في مدرسة الأحد في المسجد لديه.
ويخبرنا المرشد الديني الإمام نعمان حسين بأن الطلاب تعلقوا بالسيد أحمد، وبأن: “شخصيته الجميلة وابتسامته، ومحبته التي قدمها لطلابه أثرت بهم”.
كما وصفه صديق العائلة هاني سواح بأنه: “مترع بالمحبة والعطف والحلاوة واللطف والصبر”.
لكنه ما يزال يحيا في قلوب كل من زوجته شارلوت، وابنيه محمد وعمر ناصيف، وقريبه محمود الشماع، ووالدته وفيقة الشماع، وشقيقته رولا ناصيف.
وقد أقيمت صلاة الجنازة على روحه يوم السبت الماضي في الجمعية الإسلامي بميلووكي بروكفيلد وذلك في مسجد النور.
ترجمة: تلفزيون سوريا