يوم وصـ.ـل المسلمون إلى سويسرا وفرنسا وجنوب ألمانيا وتمـ.ـددوا في أوروبا… وثائق من التاريخ
يوم وصـ.ـل المسلمون إلى سويسرا وفرنسا وجنوب ألمانيا وتمـ.ـددوا في أوروبا… وثائق من التاريخ
كان البحـ.ـر المتوسط بحـ.ـرًا إسـ.ـلاميًّا خالـ.ـصًا منذ فَتْـ.ـح إفريقية وامتـ.ـداد الإسلام إلى الأندلس؛ حيث كان نشـ.ـاط البحَّـ.ـارة الأندلسيِّين والمغارِبة يمثِّل رعـ.ـبًا لكامل أوروبا،
وكانت غـ.ـارات البـ.ـحَّارة المسلمين السريعة الخـ.ـاطفة، تتَّسم بالجـ.ـرأة والبَسـ.ـالة التي عُرفَت عن المسلمين في عصـ.ـرهم الذَّهـ.ـبي، غير أنَّ أجـ.ـرأ هذه الهجـ.ـمات وأكثرها غـ.ـرابة وإِثـ.ـارة للإعجـ.ـاب والدَّهـ.ـشة،
هي «دولة القـ.ـلال» أو «إمـ.ـارة فراكسينتوم» التي أسَّـ.ـسها مجموعة من البحَّـ.ـارة الأندلـ.ـسيِّين والمغارِبة في قَلـ.ـب أوروبا ذاتِها.
والتي وُصفَت بأنَّها «أعجـ.ـب دولةٍ إسـ.ـلاميَّة غـ.ـربيَّة»، قُـ.ـدِّر لها أن تظـ.ـلَّ عشرات السنين دون أن يستطيع ملـ.ـوكُ أوروبا القـ.ـضاءَ عليها.
فهي دولة أسَّـ.ـسها المسـ.ـلمون شمال مارسيليا، وامتـ.ـدَّت من ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوبًا حتى سويسرا شمالاً، وقد ضـ.ـمَّت شمال إيطاليا وجنوب شرق فرنسا وأجزاءً من سويسرا، ودامت أيامُها من عام (278هـ / 890م وحتى 365هـ / 975م).
ففي عام (278هـ /891م) تمكَّنَ مجموعةٌ من الأندلـ.ـسيين، وكانوا نحو عشرين رجلًا، من الوصول إلى شاطئ (بروفانس) بفرنسا، وتحـ.ـصَّنوا في جبل (فراكسينتوم)، ثمَّ مضـ.ـوا يفتـ.ـحون القُرى ويغِيـ.ـرون عليها حتى أوغَـ.ـلوا في منطقة (مرسيليا)، ثمَّ صعـ.ـدوا مع نهر (الرون).
وتعدُّ هذه من المحـ.ـاولات الكـ.ـامِلة للمسلمين في الامتداد جنوب فـ.ـرنسا، بشكل مثـ.ـير، ولم يمـ.ـض وقت طويل حتى كان (البروفانس) كله بيـ.ـد المسلمين.
وذكر المـ.ـؤرخون الأوروبيـ.ـون أن العشرين رجلًا المذكورين، لما رأوا ما أصـ.ـابوا من الغنـ.ـائم في غـ.ـزوهم في تلك البـ.ـقاع، أرسلوا إلى الأندلس، فوافـ.ـاهم مائة رجل آخـ.ـرون من نفس نمـ.ـطهم في الشـ.ـجاعة والإقـ.ـدام.
وفي القرن العاشر الميلادي امتـ.ـدَّ نشـ.ـاطهم حتى سفـ.ـوح جبـ.ـالِ الألب، وملـ.ـكوا نواصِـ.ـي الجبال والممـ.ـرَّات، حتى وصلوا إلى (سان جالن -St. Gallen) (في سويسرا الحاليَّة)، وتعدُّ هذه هي أول مرَّة تصل فيها طائـ.ـفة من المسلمين سويسرا ويقـ.ـومون بفتـ.ـح إحدى مدنها.
بل وصلوا إلى جنوب ألمانيا؛ فقد بلغوا بحيرة (كونستانز) الشهيرة من جنوبي ألمانيا.
وقد ترك أولئك الرجـ.ـال المسلمين من آثار تدل على إمكـ.ـانات ليست بالهَـ.ـيِّنة، وطـ.ـاقات بَنَّـ.ـاءة لا تتـ.ـيسر لكل أحد، حتى أَدْهَـ.ـشوا الأوروبيين بما كان لهم من قُـ.ـدرة بالغة على البـ.ـناء، وتشـ.ـييد الأبـ.ـراج، وتحـ.ـصينها، وإحكـ.ـام اقفـ.ـالها.
وقد تركوا آثـ.ـارًا بديـ.ـعة مُدهـ.ـشة، ولا تزال في إيطالية، وغربي سويسرا جُدران كثيرة مَبنية بالحجارة الكبرى من بنـ.ـائهم، وفي كل بناء تركـ.ـوه ظهر أنهم أهل هندسة، وقـ.ـوة حِيْـ.ـلة يُعْجَـ.ـب بها كل من تأمـ.ـلها.
أرعـ.ـب المغـ.ـول والبيزنطيين.. “إخـ.ـوان غـ.ـازي” التنظـ.ـيم الأكثر قوة في عهـ.ـد السلاجقة
كان في زمان الدولة السلجوقية جمـ.ـاعة مجـ.ـاهدة تسمى (غـ.ـازي إخـ.ـوان) وهي مجمـ.ـوعة مستقلة بذاتها من ناحية التمـ.ـويل و القـ.ـرار و تضـ.ـم خيـ.ـرة الفر.سان، و تسكن على حدود دولة بيزنطة.
كانت مهـ.ـمة الجمـ.ـاعة هو الإغـ.ـارة على حـ.ـدود هذه الدولة البيزنطية و إمـ.ـاراتها ثـ.ـأراً لكل أفعـ.ـالهم في ضعـ.ـفاء المسلمين، فتنتـ.ـقم لمن قـ.ـتل وظـ.ـلم.
فكانت تغتـ.ـنم منها أمـ.ـوال و ذهـ.ـب و أسـ.ـرى وتعود إلى القرى التي أغـ.ـار عليها البيزنطيون و تر.د لهم حقو.قهم التي سـ.ـلـ.ـبت منهم، حتى قو.يت شو.كتها و أصبح الجميع يخـ.ـشاها .
صار لهم في المفاوضات شروط و طرائف منها : أن أجبـ.ـروا أمير أنطاكية الإعتـ.ـذار لحمار أحد الفـ.ـقراء لأن ابن الأمير ضـ.ـرب حمار الفـ.ـقير دون سبب واضح .
و من نوادرهم أيضاً في المفاوضات مع الدولة البيزنطية كان هناك تبـ.ـادل أسـ.ـرى وكان بين الأسـ.ـرى امرأة مسلمة، وأثناء إحضـ.ـار الجنـ.ـود البيـ.ـزنطيين للأسـ.ـرى لتسلـ.ـيمهم إلى غـ.ـازي إخوان تطاول جنـ.ـدي منهم على المرأة المسلمة، فسكتت الجمـ.ـاعة أياماً ثم قامت بغـ.ـزوة عليهم فأسـ.ـرت مجمـ.ـوعة من خيـ.ـرة فرسـ.ـانهم .
و كان من الأسـ.ـرى أيضا قا.دة و نبـ.ـلاء أثـ.ـرياء، ثم قام قائـ.ـد إخـ.ـوان غـ.ـازي بإرسال حـ.ـذاء المرأة المسلمة لهم و اشتـ.ـرط أن يكون تسـ.ـليم فرسـ.ـانهم مقابل حذاءها.
وطلب منهم أن يحـ.ـمل حذاء المرأة فوق عر.بة ملكـ.ـتهم في موكـ.ـب من فرسـ.ـان قصـ.ـر الحـ.ـكم فرفـ.ـض مفا.وضهم ثم وافق تحت ضغـ.ـط أسـ.ـر النبلاء من الفرسـ.ـان الأسـ.ـرى .
كان مجـ.ــاهدي (إخـ.ـوان غـ.ـازي) ملثـ.ـمين لا يـ.ـراهم و لا يعـ.ـرفهم أحد ليس لهم زي موحد و غالب لباسهم من الصوف، ويرفـ.ـضون الشـ.ـهرة و مجـ.ـالسة الملـ.ـوك وحضور الو.لائم .
كان شـ.ـرط الانضـ.ـمام لهم هو حفـ.ـظ القرآن الكريم، ثم الخضـ.ـوع لاختـ.ـبارات فروسـ.ـية وقتـ.ـال واختبـ.ـارات الولاء.
لقد أوجـ.ـعوا الظـ.ـالمين و عاشـ.ـوا و ما.توا و لم يعرفهم أحد، لكن المـ.ـصيبة انه تم ذكرهم باختـ.ـصار شـ.ـديد في المراجع الإسلامية والقليل من المسلمين من يعرفهم وعرف جهـ.ـودهم، بحسب ما ورد في مختصر أخبار السلاجقة.
“كتيـ.ـبة المـ.ـوت”… أعظـ.ـم قـ.ـوة تأسـ.ـست في التاريخ الإسلامي تعرّف عليها
فريق نيوز 24
“صـ.ـاعقة المسلمين التي سبقت فـ.ـرق القـ.ـوات القـ.ـتالية الخـ.ـاصة”
ضـ.ـربت كتيـ.ـبة المـ.ـوت المثل في البطـ.ـولة، بقـ.ـيادة الصحـ.ـابي الجليل عكرمة بن أبي جهـ.ـل، وخالد بن الوليد، خلال معـ.ـركة اليرموك.
لتسبق هذه الكتـ.ـيبة الأمم والجيـ.ـوش المتطـ.ـورة في إنشاء فـ.ـرق الصـ.ـاعقة، وكتـ.ـائب العمـ.ـليات الخـ.ـاصة والتي لها أسماء معينة في عصرنا الحاضر مثل جنـ.ـود المـ.ـارينز الأمريكان، وقـ.ـوات القـ.ـوارب الخـ.ـاصة البريطانية س ب س، ومجمـ.ـوعة ألفـ.ـا الروسية، وقـ.ـوات جي اس جي الألمانية.
في معـ.ـركة اليرموك التي قـ.ـادها خالد بن الوليد رضي الله عنه، ضـ.ـرب المثل بالسبق إلى كتـ.ـائب الصـ.ـاعقة بمفهومها العصري الحديث، خاصة وأن معـ.ـركة اليرموك من أقـ.ـوى المعـ.ـارك في التاريخ الإسلامي كله، ومن أكثرها ضـ.ـراوة.
أبـ.ـلى المسلمون فيها بلاءً حسنًا فقد مضى بتلك المعـ.ـركة العصـ.ـيبة ثلاث أيام حتى جاء اليوم الرابع، وقد عـ.ـزم الروم على أن يكون هذا اليوم هو يوم اليرموك.
كان عدد الروم يفوق بكثير عدد المسلمين فبعض المصادر تقول أن عددهم وصل إلى أكثر 240 ألف مقـ.ـاتل مد.ججـ.ـين بكل أنواع الأسـ.ـلحة، وكان جيـ.ـش المسلمين 36 ألف مقـ.ـاتل مسلم فقط.
ورغم ذلك صمـ.ـد الجيـ.ـش وقاتـ.ل قتـ.ـالًا مـ.ـريرًا خلال الثلاث أيام الأولى وكان المقـ.ـاتل المسلم بعشرة من الروم، ولأنه لم يكن هناك تكافـ.ـؤ في العـ.ـدد انكشـ.ـفت ميسـ.ـرة الجيـ.ـش الإسلامي.
وكان الصحـ.ـابي الجليل خالد بن الوليد قد قسم الجيـ.ـش إلى ميمـ.ـنة بقيـ.ـادة عمرو بن العاص، وعلى الميسرة يزيد بن أبي سفيان وفي القلب أبو عبيدة بن الجراح، وفي المؤخرة أبي عبيدة والخيـ.ـالة يقـ.ـودها خالد بن الوليد، وهي القـ.ـوة التي تتحرك بسرعة لترجـ.ـح كفة أي منهم في وقت الحاجة لها.
وكان بين القلب والميسرة عكرمة بن أبي جهل، هكذا كان شكل جيـ.ـش المسلمين يوم اليرموك .
دار القـ.ـتال العنـ.ـيف يومها وانكشـ.ـفت ميـ.ـسرة الجيـ.ـش الإسلامي، وظهرت بوادر الهـ.ـزيمة من تلك الناحية، وأيضًا كان الضـ.ـغط يزداد على القلب، وهذا جعل خالد وكتيـ.ـبة الخيالة تساندهم لأن القلب هو محور المعـ.ـركة كلها ولو سقـ.ـط لانهـ.ـزم الجيـ.ـش كله، فقـ.ـاتل سيدنا خالد بالقـ.ـلب مع كتيـ.ـبة الخيالة قتـ.ـالًا شـ.ـديدًا ، ولم يستطيع أن يترك القلب بجنـ.ـوده لينـ.ـقذ الميسرة .
وهنا انطلق الفـ.ـارس المغـ.ـوار وهو عكرمة بن أبي جهل وقرر أن يقتـ.ـحم صفوف الكـ.ـفار، فنادى عليه سيدنا خالد بن الوليد لا تفعل يا عكرمة فإن قتـ.ـلت سيكون هذا شـ.ـديدًا على المسلمين، فقال عكرمة :
( إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع الرسول صلى الله عليه وسلم سابقة، أما أنا وأبي فلقد كنا أشـ.ـد الناس على الرسول فدعني أكفـ.ـر عما سلف مني) .
وقال عكرمة أيضًا : (يا خالد لقد قـ.ـاتلت مع الرسول صلى الله عليه و سلم في مواطن كثيرة وأفر اليوم من الروم، هذا لن يكون أبدًا ثم نادى الفدائي البطل على المسلمين وهو يقول : (من يبايعني علي المـ.ـوت؟) فبـ.ـايعه ابنه عبد الله وضـ.ـرار بن الأزور وعمه الحارس بن هشام حتى وصل بهم العدد إلى 400 من المسلمين قـ.ـرروا أن يكونوا كتـ.ـيبة المـ.ـوت.
وانطلـ.ـقو حتى وصلو الى عد.وّهم، ولم يتزحزحوا قدر أنمله ودحـ.ـروا الروم وهـ.ـزمـ.ـوهم بـ 400 فارس مسلم مقابل الآلاف المؤلفة من الروم يقتـ.ـلونهم يمينًا ويسارًا ولا يبالون بالمـ.ـوت أبدًا، ولم يكتـ.ـفوا بذلك بل بعد دحـ.ـرهم لجيـ.ـش الروم قرر عكرمة وجنوده الهـ.ـجوم عليهم واقتحـ.ـام صفـ.ـوفهم المتـ.ـراصة.
وبعد نهاية هذا اليوم المشـ.ـهود كان سيدنا خالد يتفـ.ـقد القتـ.ـلى والجـ.ـرحى من المسلمين، فإذا بصديقه الشهـ.ـيد عكرمة بن أبي جهل ممـ.ـدًا على الأرض يحتـ.ـضر، فقال له سيدنا خالد وهو يحمله على رجله هنيئًا لك الشهـ.ـادة ومـ.ـات البطـ.ـل بين يدي سيـ.ـف الله المسـ.ـلول، فصـ.ـرخ خالد قائلًا: (قل للقاصي والداني أن بني مخزوم لايمـ.ـوتون إلا شهـ.ـداء على أسنـ.ـة السيـ.ـوف والر.ماح) .
وقرر خالد بن الوليد بعدها أن يهـ.ـزم الروم شـ.ـر هزيـ.ـمة فوضع خطة محكمة وعبقـ.ـرية لهـ.ـزيمتهم، حيث عزل خيالة الروم عن جيـ.ـشهم وأصبـ.ـح المـ.ـشاة بلا حمـ.ـاية، وهكذا استطاع أن يحقـ.ـق عليهم النـ.ـصر.
فريق نيوز
إقرأ أيضا: أعظم خدمة أسدتها تركيا للإسلام… يوم قرر البرتغاليون هـ.دم الكعبة فتصـ.دى لهم العثمانيون
فريق نيوز 24
أعظم خدمة أسدتها الدولة العثمانية للإسلام، حين وقفت في وجه الزحـ.ف الاستعـ.ماريّ البرتغاليّ للبحر الأحمر، والأماكن المقدسة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية.
حدث ذلك في أوائل القرن السادسَ عَشَرَ،حيث نجحت في منـ.ع تغلـ.غله ووصوله إلى الحجاز، فقد كان البرتغاليون يعتزمون تنفيذ مخطط صليـ.بي فـ.ظٍّ في قسـ.وته ووحـ.شيته.
حيث كانوا يريدون دخول البحر الأحمر واجتـ.ياح إقليم الحجاز باحتـ.لال ميناء جدة، ثم الزحـ.ف إلى مكة المكرمة، واقتحـ.ام المسجد الحرام، وهـ.دم الكعبة المشرَّفة.
وبعد ذلك موالاة الزحف من مكة إلى المدينة المنورة؛ لنَبْـ.ش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم استئناف الزحـ.ف باتجاه تبوك، ومنها إلى بيت المقدس، والاستـ.يلاء على المسجد الأقصى، وبذلك تقع هذه المساجد الثلاثة في أيدي البرتغاليين.
وكان الأسـ.طول البرتغاليّ قد نجح في دخول البحر الأحمر، وقام بمحاولتين لاحتلال ميناء جدة، كانت الأولى في عام (923هـ / 1517م)، والثانية في عام (926هـ / 1520م)؛ ولكنه أخفق في محاولتيه.
ففي المحاولة الأولى كانت البحرية البرتغالية غير فعالة في مواجـ.هة البحرية التركية عند مدخل الميناء، حينها حاولت إطـ.لاق النـ.ار من مدفـ.ع الحامية في قلعة جدة وفشـ.لت في دخول الميناء.
كما منـ.عت مـ.دافع bacaluşka العثمانية الحـ.ربية بطول 550 و 660 سم التي كان بإمكانها رمي كرات تزن حوالي 5 كيلوغرامات البحرية البرتغالية من الاقتراب من القلعة.
فأرسل البرتغاليون حملة كبرى إلى ميناء السويس باعتباره قاعـ.دةَ الأسـ.طول العثماني في البحر الأحمر، وأرادوا تدمـ.ير هذه القاعدة، ولما بلغوا الطُّور علموا أن الأسطول العثماني يقف في حالة تأهـ.ب، فارتدوا على أعقـ.ابهم خائـ.بين.
وقررتِ الدولة العثمانية حينها اتخاذ اليمن قاعدةً حـ.ربية للدفـ.اع عن البحر الأحمر، ومنع السفن البرتغالية من دخوله، ثم عمَّمت هذا المنْع على جميع السفن المسيـ.حيَّة، بحيث كان على هذه السفن أن تفرغ شحناتها في ميناء “المخا” في اليمن، وتعود أَدْرَاجَهَا إلى المحيط الهندي.
وكانت حجة الدولة العثمانية في هذا المنع هي أن الأماكن الإسلامية المقدسة في الحجاز تُطِلُّ على مياه البحر الأحمر، وقد ظل هذا الحـ.ظر معمولاً به حتى القرن الثامن عشر.
ظلت السفن الأوروبية ممنوعة من المرور في البحر الأحمر 300 سنة بأمر العثمانين تعظيما لـ مكة والمدينة.
المرجع: ويكيبيديا
عبد العزيز الشناوي، “الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها”، جـ 2 ، القاهرة 1980، ص 862.
يعرب بن قحطان مؤسس مجموعة (التاريخ الإسلامي الموثق).
إقرأ أيضا: محـ.ـاولة سرقـ.ـة قبر النبي صلى الله عليه وسلم و صاحبه أبو بكر وعمر وقصة الإنقاذ البطولية
رؤية من الله منّ فيها على السلطان نور الدين زنكي (نور الدين الشيهد) كان لها أثر عظيم في تاريخ الأمة
رأى السلطان نور الدين رحمه الله في نومه النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول : أنـ.ـجدني ، أنـ.ـقذني من هذين .
فاستيقظ فـ.ـزعا ، ثم توضأ وصلى ونام ، فرأم المنام بعينه ، فاستيقظ وصلى ونام ، فرآه أيضا مرة ثالثة .
فاستيقظ وقال : لم يبق نوم .
وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال الدين الموصلي ، فأرسل إليه ، وحكى له ما وقع له ، فقال له : وما قعودك ؟ اخرج الآن إلى المدينة النبوية ، واكتم ما رأيت فتجهز في بقية ليلته ، وخرج إلى المدينة ، وفي صحبته الوزير جمال الدين .
فقال الوزير: وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد : إن السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحضر معه أموالا للصدقة ، فاكتبوا من عندكم . فكتبوا أهل المدينة كلهم ، وأمر السلطان بحضورهم .
وكل من حضر يأخذ يتأمله ليجد فيه الصفة التي أراها النبي صلى الله عليه وسلم له فلا يجد تلك الصفة ، فيعطيه ويأمره بالانصراف ، إلى أن انفضت الناس .
فقال السلطان : هل بقي أحد لم يأخذ شيئا من الصدقة ؟
قالوا : لا . فقال تفكروا وتأملوا .
فقالوا : لم يبق أحد إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحد شيئا ، وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على المحاويج ، فانشرح صدره وقال : علي بهما .
فأُتي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهما بقوله : أنـ.ـجدني أنقـ.ـذني من هذين، فقال لهما : من أين أنتما ؟
فقالا : من بلاد المغرب ، جئنا حاجين ، فاخترنا المجاورة في هذا المقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : اصدقاني ، فصمما على ذلك، فقال : أين منزلهما ؟ فأخبر بأنهما في رباط بقرب الحجرة الشريفة .
وأثنى عليهما أهل المدينة بكثرة الصيام والصدقة ، وزيارة البقيع وقباء ، فأمسكهما وحضر إلى منزلهما ، وبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه ، فرفع حصيرا في البيت ، فرأى سردابا محفورا ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة ، فارتاعت الناس لذلك .
وقال السلطان عند ذلك : اصدقاني حالكما ! وضربهما ضربًا شديدًا ، فاعترفا بأنهما نصـ.ـرانيان ، بعثهما النصـ.ـارى في حجاج المغاربة ، وأعطوهما أموالاً عظيمة ، وأمروهما بالتحيل لسـ.ـرقة جسد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانا يحفران ليلا ، ولكل منهما محفظة جلد على زي المغاربة ، والذي يجتمع من التراب يجعله كل منهما في محفظته ، ويخرجان لإظهار زيارة البقيع فيلقيانه بين القبور ، وأقاما على ذلك مدة .
فلما اعترفا ، وظهر حالهما على يديه ، ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره ، بكى بكاء شديدا ، وأمر بضـ.ـرب رقابـ.ـهما ، ثم أمر بإحضار رصـ.ـاص عظيم ، وحفر خندقا عظيما حول الحجرة الشريفة كلها ، وأذيب ذلك الرصاص ، وملأ به الخندق ، فصار حول الحجرة الشريفة سورٌ رصاصٌ .
ذكر هذه الحادثة الحافظ جمال الدين عبد الله بن محمد بن أحمد المطري (ت 765هـ) ، وكان رئيس المؤذنين في الحرم النبوي ، وهو مؤرخ ، له كتاب ” الإعلام فيمن دخل المدينة من الأعلام
عمـ.ـلية سـ.ـرقة الحجر الأسود و اختفـ.ـائه أكثر من ٣٠ عام… حدث في مكة المكرمة
القرامطة هم فرقة إسماعيلية أقامت دولة إثر ثـ.ـورة اجتماعية وسيـ.ـاسية ضـ.ـد الدولة العباسية، وانشـ.ـقت من باقي الشـ.ـيعة الإسمـ.ـاعيلية بعد رفـ.ـضهم إمـ.ـامة عبيد الله المهدي مؤسـ.ـس الدولـ.ـة الفاطمية، وقد أنشـ.ـأ القرامـ.ـطة دولـ.ـتهم في بلاد البحرين.
والقرامطة هى فرقة سيـ.ـاسية ديـ.ـنية من غـ.ـلاة الشيـ.ـعة أسـ.ـسها حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط وهو إسماعيلى العـ.ـقيدة، سميت الإسمـ.ـاعيلية نسبة إلى إسماعيل بن الإمام جعـ.ـفر الصـ.ـادق.
كان القرامطة قـ.ـوة عسـ.ـكرية بدوية تعتمد فى حياتها على الغـ.ـارات التى تشـ.ـنها على الدول المجاورة، وكان القرامطة من ألـ.ـد أعـ.ـداء العباسيين لأن العباسيين اضطـ.ـهدوا العـ.ـلويين وطـ.ـاردوهم فى كل مكان وقتـ.ـلوا منهم الكثير.
وفي عام 873 م وحين كانت الـ.ـدولة العباسية قد بـ.ـدأت بالتفـ.ـكك والضـ.ـعف، ظهرت أعداد كبيرة من الدعـ.ـاة في اليمن والعراق وشرقي شبه الجزيرة العربية وأجزاء من بلاد فارس ينشرون المذهـ.ـب الإسماعـ.ـيلي (فرقة شيـ.ـعه باطنية متطرفة)
وكانت الدعـ.ـوة الإسماعيلة في العراق تُقـ.ـاد من قبل حمدان قرمط الذي تمكّن من تحقـ.ـيق نجاح كبير وجـ.ـذب الكثير للدعـ.ـوة الإسماعيلية في العراق، وقد بعث حمدان أبو سعيد الجنابي إلى بلاد البحرين لنـ.ـشر الدعـ.ـوة هناك لتنتشـ.ـر فيها بشكل كبير
أعلن عبيد الله المهدي -الخليفة الفاطمي فيما بعد- بأنه إمـ.ـام وأنه يتناسل من سلالة محمد بن إسماعيل والذي لم يكن المهدي المنـ.ـتظر وإنما أشـ.ـاع الإسماعيليون ذلك
إلا أن الإسماعيلية في العراق والبحرين وخراسان رفـ.ـضوا الاعـ.ـتراف بإمـ.ـامة عبيد الله وكان على رأسهم حمدان قرمط، وواصلوا تمـ.ـسّكهم بإيمانهم الأصلي بشأن مهدية محمد بن إسماعيل ليقيموا سنة 899 م دولة في البحرين، ويعلنوا عن قطع عـ.ـلاقتهم بعبـيد الله الشيـ.ـعي الفاطمي فعرفوا فيما بعد بالقرامطة
فتنة القرامطة والهجوم على مكة
فكانت هي تلك الجـ.ـرائم الأبشـ.ـع التي ارتكـ.ـبها القرامطة عام (317هـ – 908م) حينما أغـ.ـاروا على المسجـ.ـد الحـ.ـرام وقتـ.ـلوا من فيه وسـ.ـرقوا الحـ.ـجر الأسـ.ـود وغيبـ.ـوه 22 سنة
استغل القرامطة ضعـ.ـف الدولة العبـ.ـاسية وتفكـ.ـكها لدويـ.ـلات، وانشغـ.ـالها بحـ.ـرب مع ثـ.ـورة الزنوج، فعـ.ـاثوا في الأرض فسـ.ـاداً وسيطـ.ـروا على بعض مناطق الجزيرة العربية، و من ضمنها مكة المكرمة
حينها ارتكـ.ـبوا مجـ.ـازر كبـ.ـرى خاصة في طـ.ـريق الحجـ.ـاج، فألغـ.ـى أهل الشام والعراق الحـ.ـج لشـ.ـدة الرعـ.ـب منهم، وقاموا بالهـ.ـجوم على البصرة وقاموا بمجـ.ـزرة كبرى استمرت 17 يوما، واستـ.ـباحوا الأموال واغتصـ.ـبوا النساء، ثم هاجـ.ـموا أطراف الشام، وكانوا كلما مروا بقرية سلـ.ـبوا الأموال، وقتـ.ـلوا الرجال واغتصـ.ـبوا النساء، ثم يحـ.ـرقون القرية بما فيها ومن فيها أطفال وعجائز.
وقد ذكر هذه الحـ.ـادثة العلامة الكبير و المؤرخ الحافظ ابن كثير ووصفهم بقوله «أن يقـ.ـلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضـ.ـربه بمثـ.ـقل في يده وقال: أين الطـ.ـير الأبـ.ـابيل؟ أين الحجارة من سجـ.ـيل؟ ثم قلـ.ـع الحجـ.ـر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم اثنين وعشرين سنة حتى ردوه، كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبـ.ـعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنـ.ـده، وسأله وتشفـ.ـع إليه أن يـ.ـرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتـ.ـفت إليه، فقـ.ـاتله أمير مكة فقـ.ـتله القرمطي وقتـ.ـل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنـ.ـده، واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجـ.ـر وأموال الحجيج.»
ظلّ الحجر الأسود بحوزة القرامطة مدّة (22) سنة في البحرين، ولم تجد كل المحـ.ـاولات والمساعي التي بذلها العباسيون والفاطميون الشيـ.ـعة من أجل الضغـ.ـط على القرامطة وإجبـ.ـارهم على إعادة الحجر الأسود، وقد عرض الخـ.ـلفاء على القرامطة مبلغاً قدره (50) ألف دينار مقابل إرجـ.ـاعهم للحجر الأسود، لكنّ القرامطة ظلّوا يخـ.ـوضون في عنـ.ـادهم
ويقول ابن سنان الذي كان معاصراً لتلك الأحـ.ـداث: لقد عُرِضَـ.ـت الكثير من الأموال على القرامطة كثـ.ـمن لردّهم الحجر الأسود لكنّهم رفـ.ـضوا كلّ تلك العروض، وكان السبب الحقيقي وراء امتـ.ـثال القرامطة للأمـ.ـر هو التهـ.ـديد الذي وجّـ.ـههُ المهدي العلوي الفاطمي إليهم ممّا أجبـ.ـرهم على ردّ الحجر الأسود إلى مكّة ثانية، وعاد الحجر الأسود إلى مكّة سنة (339) .